كثفت إسرائيل، أمس الأحد، قصفها لأحياء مدينة غزة وتوعدت بالمضي قدماً في خطة احتلالها، كما وسعت القوات الإسرائيلية عدوانها في الشمال وفجرت المزيد من المباني في جباليا، وأجبرت مئات الفلسطينيين على النزوح، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد لبدء المناورة في مدينة غزة عبر خطتين رئيسيتين، بينما حذرت وزارة الداخلية في غزة من مخططات تهجير السكان وتدعو المواطنين للتشبث بالمكان، وبينما قتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين في أمكان مختلفة من القطاع، بينهم 7 من منتظري المساعدات، ارتفع عدد ضحايا التجويع في القطاع إلى 289 بينهم 115 طفلاً، وذكرت «اليونيسيف» أن إسرائيل تقتل 28 طفلاً يومياً، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 15 ألف مريض في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل.
وأكد سكان في غزة أن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصفت الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة ودمرت مباني ومنازل، في الوقت الذي توعد فيه القادة الإسرائيليون بالمضي في الهجوم المخطط له على المدينة.
كما فجرت القوات الإسرائيلية عدة مبان في مدينة جباليا الشمالية. وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد: إن قواته عادت للانتشار في جباليا في الأيام القليلة الماضية لتفكيك أنفاق للمسلحين وتعزيز السيطرة على المنطقة. وأضاف أن العملية هناك «تتيح توسيع نطاق القتال إلى مناطق إضافية وتمنع مسلحي حماس من العودة لتنفيذ عمليات في هذه المناطق».
وتوعد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأحد، بالمضي قدماً في الهجوم الذي أثار قلقاً عالمياً واعتراضات في الداخل. وكان كاتس قال الجمعة الماضي: إن مدينة غزة ستسوى بالأرض ما لم توافق «حماس» على إنهاء الحرب بشروط إسرائيل وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.
وفي هذا الصدد، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أنه يستعد لتنفيذ خطوتين رئيسيتين لتعزيز المناورات العسكرية في مدينة غزة، في وقت أبقى فيه بعض وحداته متمركزة في الضفة الغربية لتعزيز الدفاعات هناك.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر عسكري، فقد تقرر أن يبقى لواء المظليين ووحدات أخرى في الضفة الغربية خلال شهر سبتمبر المقبل، وهو ما اعتبره الجيش فترة «حساسة» تتزامن مع بداية العام الدراسي والعطلات، فيما ستتولى بعض كتائب الاحتياط تعزيز الأمن في تلك المنطقة. في المقابل، بدأت أربعة ألوية بالسيطرة على مناطق محيطة بمدينة غزة، حيث تعمل الفرقة 162 في جباليا شمال المدينة، بينما تنشط الفرقة 99 في حي الصبرة وحي الزيتون جنوباً.
وبالمقابل، حذرت وزارة الداخلية في غزة من مخططات تهجير سكان غزة والشمال وتدعو المواطنين لعدم الاستجابة للتهديدات. وأكدت الداخلية أن هذه السياسات «الإجرامية» تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض تحت غطاء العمليات العسكرية. وأشادت الوزارة في بيان رسمي ب«ثبات وصمود أبناء الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال ومجازره اليومية»، داعية المواطنين والنازحين إلى عدم الاستجابة لمحاولات الترهيب والابتزاز التي يمارسها الاحتلال عبر الإعلام ووسائل الاتصال، والتي تهدف إلى دفع السكان للنزوح القسري نحو وسط وجنوب القطاع. ودعت الوزارة سكان مدينة غزة إلى التمسك بمناطق سكناهم، وإن دعت الحاجة إلى مغادرتها، فليكن ذلك نحو أماكن قريبة فقط يشعرون فيها بالأمان، من دون الانجرار خلف ما وصفته ب«أكاذيب الاحتلال ومزاعمه عن مناطق آمنة».
وأفادت مصادر طبية قطاع غزة بمقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس، بينهم 7 من منتظري المساعدات.
وبدورها، قالت مديرة منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) لشبكة سي بي إس الأمريكية: إن الأطفال الفلسطينيين يواجهون مجاعة مروعة يجب التوقف عن النقاش وإدخال الطعام. وأضافت: «إن الأطفال في غزة يقضون شهوراً طويلة من دون طعام كاف ولا يملكون طاقة حتى للبكاء». وأكدت أن نحو 28 طفلاً في غزة أي ما يعادل قرابة صف دراسي كامل يموتون يومياً منذ بداية الصراع.
من جهة أخرى، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، مشيراً إلى أن أكثر من 15.600 مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي رعاية متخصصة.
إلى ذلك، حذرت مصادر استخباراتية وإعلامية إسرائيلية، من تدهور حالة اثنين من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة والضغوط المستمرة على إسرائيل لإطلاق سراح باقي الرهائن. وكشف موقع «إنتلي تايمز» الاستخباراتي الإسرائيلي أن هناك خطراً حقيقياً بات يهدد حياة اثنين من الأسرى على الأقل في غزة. وذكر عبر منصة «إكس» أن «التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن واحداً أو اثنين من الرهائن على الأقل في حالة خطرة للغاية». (وكالات)
إسرائيل تكثف قصف غزة وتناور لاحتلالها عبر خطتين

إسرائيل تكثف قصف غزة وتناور لاحتلالها عبر خطتين
0 تعليق