واصلت إسرائيل عدوانها على الضفة الغربية المحتلة، أمس الأحد، واقتحم جيش الاحتلال مجدداً بلدة قباطية جنوبي جنين، كما صعّد مع المستوطنين حملات المداهمة والاعتقال والاعتداءات على الفلسطينيين، وانسحب من قرية المغير شرق مدينة رام الله، بعد حصار استمر ثلاثة أيام خلّف دماراً واسعاً.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صباح أمس الأحد، لقطات تظهر اقتحام قوات الجيش الإسرائيلي لبلدة قباطية الواقعة جنوب مدينة جنين. وفي جنين أيضاً، اعتقلت القوات الإسرائيلية الشاب علي تيسير زكارنة من بلدة قباطية، بينما داهمت قوات أخرى منزل عائلة يوسف محمد سعدي في بيت لحم واعتقلته بعد تفتيشه. كما شنت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، رافقها اقتحام للمنازل وتخريب الممتلكات واعتداءات جسدية بحق الفلسطينيين.
في غضون ذلك، أنهى الجيش الإسرائيلي اقتحاماً استمر ثلاثة أيام لقرية المغير شرق رام الله، خلّف دماراً شاملاً وتجريفاً لمئات الأشجار واعتقالات واسعة شملت رئيس المجلس القروي. ورغم الانسحاب، تواصل الآليات الإسرائيلية تمركزها في محيط القرية لشق طريق استيطاني جديد.
واقتلعت جرافات إسرائيلية مئات الأشجار في قرية المغير شمال شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أفاد صحفيو وكالة الصحافة الفرنسية الذين كانوا في المكان، أمس الأحد، وذلك على مرأى من الجيش الإسرائيلي.
وقال عبد اللطيف محمد أبو عليا، وهو مزارع محلي، إنه خسر أشجار زيتون يناهز عمرها 70 عاماً في نحو عشرة دونمات من أرضه. وأضاف «لقد اقتلعوها تماماً وسووها بالأرض بذرائع واهية»، وأكد أنه بدأ بإعادة غرس أشجاره مع سكان آخرين.
ورصد مصورون في المكان تربة مجرّفة وأشجار زيتون على الأرض وعدة جرافات تعمل في التلال المحيطة بالقرية. وكانت إحدى الجرافات تحمل العلم الإسرائيلي، كما شوهدت آليات عسكرية إسرائيلية تقف في المكان.
وقال غسان أبو عليا الذي يترأس جمعية زراعية محلية «الهدف هو السيطرة وإجبار الناس على الرحيل. هذه مجرد بداية. سيتوسع (الأمر) ليشمل الضفة كلها». وأشار السكان إلى أن أعمال التجريف بدأت الخميس الماضي.
وخلال أيام الاقتحام، نفذت القوات عمليات تجريف للأراضي الزراعية واقتلعت مئات الأشجار المثمرة، بعضها يعود عمره إلى مئات السنين، كما داهمت عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها. كما شهدت القرية حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من السكان، بينهم رئيس المجلس القروي، أمين أبو عليا، الذي اعتُقل مساء السبت، في مشهد وصفه الأهالي بأنه «انتقامي».
في الأثناء، تشهد مناطق الأغوار الشمالية تصعيداً متواصلاً في اعتداءات المستوطنين، من اعتداءات جسدية على الفلسطينيين إلى سرقة المواشي ومنع الوصول إلى المراعي، ما أدى إلى تهجير قسري لعدد من العائلات خلال الفترة الماضية. ووفق تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 466 اعتداء في الضفة الغربية خلال يوليو/تموز الماضي، أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين وترحيل قسري لتجمعين بدويين يضمان 50 عائلة، مع محاولات إقامة 15 بؤرة استيطانية جديدة. (وكالات)
مداهمات إسرائيلية في الضفة الغربية وحملات لتهجير الفلسطينيين

مداهمات إسرائيلية في الضفة الغربية وحملات لتهجير الفلسطينيين
0 تعليق