هاجم الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، عدة أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، وقصف المجمع الرئاسي وبنى تحتية للطاقة بنحو 40 صاروخاً وقذيفة، أدت إلى سقوط قتيلين و35 جريحاً، وجاء الهجوم بعد نحو 48 ساعة من استهداف الحوثيين العمق الإسرائيلي بصاروخ انشطاري.
وفي استمرار للمواجهة المستمرة منذ أشهر بين الحوثيين وإسرائيل، أظهرت صور تداولتها وكالات الأنباء كرة نار كبيرة تضيء السماء فوق العاصمة، مخلّفة عمود دخان أسود كثيف. وقالت وسائل إعلام حوثية: إن الغارات الإسرائيلية استهدفت «محطة شركة النفط بشارع الستين في صنعاء» و«محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء»، فيما أفاد مصدر أمني حوثي بأنّ الهجوم استهدف «مبنى أمن أمانة العاصمة وسط صنعاء». وتحدثت وزارة الصحة التابعة للحوثيين عن سقوط قتيلين و35 جريحاً في الغارات الإسرائيلية.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع «عسكرية» تابعة للحوثيين في صنعاء، أحدها يقع قرب القصر الرئاسي ومحطات للطاقة ومنشأة لتخزين الوقود، مشيراً إلى أن هذا الهجوم جاء بعد على الهجمات المتكررة التي شنّها الحوثيون على إسرائيل، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مُسيّرة في الأيام الأخيرة.
ونشر الجيش الإسرائيلي صورة تُظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، في مخبأ قيادة عقب الغارات في اليمن.
ومساء الجمعة، أطلق الحوثيون صاروخاً على إسرائيل، قالت تل أبيب إنه «تناثر في الجو على الأرجح».
وكشف تحقيق إسرائيلي، أمس الأحد، أن الحوثيين أطلقوا، قبل ثلاثة أيام، لأول مرة تجاه إسرائيل صاروخاً برأس حربي قابل للانشطار. وخلص تحقيق أولي لسلاح الجو الإسرائيلي إلى أن «الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون يوم الجمعة كان صاروخاً برأس حربي قابل للانشطار»، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب نتائج التحقيق فإن «هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها الحوثيون صاروخاً من هذا النوع على إسرائيل».
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه «يجري تحقيقاً في سبب عدم اعتراض الصاروخ الذي أصاب منزلاً في موشاف (مستوطنة) غينتون (وسط إسرائيل)».
وادعى الجيش، بحسب ما نقلت هيئة البث العبرية الرسمية أن «عدم اعتراض الصاروخ لا علاقة له بنوع الصاروخ المُطلق». وتابع «منظومات الدفاع الجوي قادرة على التعامل مع هذا النوع من الصواريخ واعتراضها، كما فعلت سابقاً».
وأمس الأول السبت، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: إن سلاح الجو الإسرائيلي يحقق في أسباب فشل اعتراضه الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون وما إن كان يحتوي على مكوّنات عنقودية شبيهة بالصواريخ التي أطلقتها إيران خلال حرب ال12 يوماً في يونيو الماضي، «أي صاروخ قادر على نثر ذخائر صغيرة تنتشر في مساحة واسعة نسبياً».
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يطلق الحوثيون باستمرار صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية، يتمّ اعتراض غالبيتها.
كما يشنّ الحوثيون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية يتّهمونها بالارتباط بإسرائيل.
ويقولون: إنّ هجماتهم تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة.
ومنذ يوليو 2024، تردّ إسرائيل على الهجمات بضرب مواقع تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وسبق أن وسع الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفناً مرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بعدما بدأ البلدان تنفيذ ضربات عسكرية لضمان أمن الممرات المائية في كانون الثاني/ يناير 2024.
وفي أيار/ مايو، أبرمت الولايات المتحدة بوساطة عُمانية اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، وضع حداً لضربات أمريكية استمرت أسابيع رداً على هجمات الجماعة اليمنية. (وكالات)
الجيش الإسرائيلي يقصف المجمع الرئاسي ومنشآت للطاقة في صنعاء

الجيش الإسرائيلي يقصف المجمع الرئاسي ومنشآت للطاقة في صنعاء
0 تعليق