فرنسا تحتج وتستدعي السفير الأمريكي وتؤكد: غير مقبول التدخل في شؤوننا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

باريس - أ ف ب
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد، أنها ستستدعي السفير الأمريكي لديها، عقب انتقاده في رسالة بعث بها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الحكومة لعدم اتخاذها إجراءات كافية لمكافحة معاداة السامية.


وتعكس رسالة تشارلز كوشنر، المؤرخة في 25 أغسطس/آب الجاري، انتقادات إسرائيلية مماثلة لفرنسا قبل أيام استدعت رداً حاداً من باريس.


وأشار كوشنر في رسالته إلى ماكرون، إلى أن الاثنين كان «الذكرى السنوية الـ81 لتحرير باريس من الحلفاء والذي أنهى ترحيل اليهود من الأراضي الفرنسية في ظل الاحتلال النازي الألماني».


وقال: «أكتب إليكم من منطلق القلق العميق إزاء الارتفاع الحاد لمعاداة السامية في فرنسا وعدم اتخاذ حكومتكم إجراءات كافية لمواجهتها».


أضاف: «لا يمر يوم في فرنسا من دون الاعتداء على يهود في الشوارع، وتشويه كنس ومدارس يهودية، وتخريب شركات مملوكة ليهود».


واعتبر السفير الأمريكي أن كراهية اليهود «انفجرت منذ اندلاع الحرب في غزة في العام 2023»


وبعد ساعات من نشر محتوى الرسالة، أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً نفت فيه «بشدة هذه الادعاءات الأخيرة»، ووصفتها بأنها «غير مقبولة».


وأكدت الوزارة، أن فرنسا «ملتزمة بشكل كامل» بمكافحة معاداة السامية.


وأضافت أن تعليقات السفير «لا ترقى إلى مستوى نوعية العلاقة عبر الأطلسي بين فرنسا والولايات المتحدة، والثقة التي ينبغي أن تنشأ بين الحلفاء». ولفتت الوزارة إلى «واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما هو منصوص عليه في اتفاقية فيينا لعام 1961 المنظمة للعلاقات الدبلوماسية».


وأضافت، أنه سيتم استدعاء كوشنر إلى وزارة الخارجية الاثنين.

«معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية»


وتأتي انتقادات كوشنر، وهو والد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أيام من اتهام نتنياهو للرئيس الفرنسي بـ«صب الزيت على نار معاداة السامية»، عبر دعوته إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.


واستنكرت الرئاسة الفرنسية في حينه تصريحات نتنياهو، ووصفت الربط بين قرار الاعتراف بدولة فلسطينية، وتصاعد أعمال العنف المعادية للسامية، بأنه «مبني على مغالطات ودنيء ولن يمرّ من دون رد».


وعلى غرار نتنياهو، قال كوشنر، إن «تصريحات تشوه سمعة إسرائيل وتحركات تقر بدولة فلسطينية، تشجع المتطرفين وتؤجج العنف وتعرض الهوية اليهودية في فرنسا للخطر». وأضاف: «اليوم، لم يعد هناك مجال للمراوغة: معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، نقطة».


كما أعرب ممثل الولايات المتحدة لدى فرنسا عن غضبه من أن «نحو نصف الشباب الفرنسيين يقولون إنهم لم يسمعوا قط عن المحرقة».


وتابع: «استمرار هذا الجهل يدفعنا إلى التشكيك في المناهج الدراسية في المدارس الفرنسية».


وتعدّ قضية معاداة السامية أمراً بالغ الحساسية في فرنسا التي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا الغربية، مع 500 ألف شخص، إضافة إلى جالية عربية مسلمة كبيرة متعاطفة مع الفلسطينيين في غزة.


وسجلت الجاليتان ارتفاعاً حاداً في جرائم الكراهية منذ الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة. وأثار إعلان ماكرون أن فرنسا ستعترف رسمياً بدولة فلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل انتقادات من إسرائيل في ذلك الوقت.


وإثر ذلك، أعلنت دول عدة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في الوقت نفسه، من بينها كندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وآيسلندا وإيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق