نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاستقلال الأوكراني وتلاشي السلام, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 05:05 صباحاً
فيما اتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الأحد، الدول الغربية بالسعي إلى "تعطيل" المفاوضات الرامية إلى وضع حد للحرب في أوكرانيا، تواصلت الجهود الديبلوماسية لحلّ النزاع إلى طريق مسدود.
وقال لافروف، في مقابلة بثتها "القناة الروسية العامة"، عبر تلغرام: "كل ما يقومون به هو البحث عن ذرائع لتعطيل المُفاوضات"، مُنددا بموقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي "يتعنت ويضع شروطا، ويُطالب باجتماع فوري بأي ثمن" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما واتهم لافروف السُلطات الأوكرانية بـ "السعي إلى تعطيل عملية أسس لها الرئيسان بوتين وترامب وأثمرت عن نتائج جيدة جدا". وأضاف: "نأمل في أن يتم إحباط هذه المحاولات".
وكان لافروف أعلن الجمعة، عن عدم وجود أي خطة لعقد اجتماع بين زيلينسكي وبوتين.
وتزامُنا، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى ترتيب اجتماع ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، إلا أنهما تبادلا الاتهامات بعدم الرغبة في ذلك.
وفي وقت سابق، الأسبوع الماضي، اتهم زيلينسكي روسيا بالسعي "إلى التهرُب من عقد اجتماع". وقد أوضح في المُقابل، أنه "يرغب" في لقاء بوتين، ولكن "ليس قبل اتفاق حلفائه على ضمانات أمنية لأوكرانيا، لمنع أي هجوم مستقبلي روسي، فور توقُف القتال.
وفي هذا الإطار ذكرت موسكو أن "لا يُمكن البحث في الضمانات، من دون إشراكها"، مُعتبرة أن أي حُضور للقُوات الأُوروبية في أُوكرانيا سيكون أمرا "غير مقبول إطلاقا".
عيد الاستقلال الأُوكراني
وفي مشهدية ذات دلالة، حضر المبعوث الأميركي الخاص، كيث كيلوغ، احتفالات عيد استقلال أوكرانيا، في العاصمة كييف الأحد.
وأكد زيلينسكي أن المبعوث الأميركي في أوكرانيا التي تسعى إلى الحُصول على دعم أميركي، للضغط على روسيا "لإنهاء الغزو المُتواصل مُنذ ثلاث سنوات ونصف السنة".
وقد احتفلت أوكرانيا بذكرى استقلالها في العام 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، على طريقتها... وشنت الأحد موجة من الضربات بمُسيرات على روسيا، ما تسبب في اندلاع حريق في محطة للطاقة النووية، ما يُعزز أكثر تلاشي الآمال في جُهود السلام الأخيرة.
وقد قال زيلنسكي في المُناسبة: "اليوم، تتفق الولايات المُتحدة وأُوروبا على أن أوكرانيا لم تنتصر بالكامل بعد، ولكنها بالتأكيد لن تخسر. أوكرانيا نالت استقلالها. أوكرانيا ليست ضحية، إنها مقاتلة". وشكر زيلينسكي لقادة العالم... وبينهم ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، والملك تشارلز والبابا، رسائلهم في هذه المناسبة.
وكان وصل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى كييف لحضور الاحتفالات، داعيا إلى "سلام عادل ودائم لأوكرانيا".
غير أن آفاق السلام بدت مُتعثرة، إذ استبعدت روسيا أي لقاء فوري بين بوتين وزيلينسكي.
وقد وصلت الحرب الدائرة، والتي أودت بعشرات الآلاف، إلى طريق شبه مسدود، علما بأن روسيا تمكنت مؤخرا من إحراز تقدم بطيء، وسيطرت السبت على قريتين في منطقة دونيتسك (شرق).
كما وأعلنت السُلطات الروسية، إسقاط طائرات مُسيرة أُوكرانية فوق مناطق بعيدة أحيانا عن خط المواجهة، بما في ذلك سان بطرسبرغ في شمال غربي روسيا.
ويعتمد جيش أوكرانيا، الأصغر حجما والأكثر تسليحا، في شكل كبير على الطائرات المُسيرة، للرد على الغزو الروسي، مستهدفا في شكل خاص بُنى تحتية نفطية، لضرب مصدر رئيسي لإيرادات موسكو لتمويل الحرب.
وكذلك فقد شهدت روسيا ارتفاعا حادا في أسعار الوقود منذ بدء الهجمات. غير أن موسكو تُسيطر الآن على حوالي خُمس مساحة أُوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القُرم التي ضمتها العام 2014.
وأرغمت المعارك ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم، كما ودمرت مُدنا وقُرى في شرق أُكرانيا وجنوبها.
عودة بوتين
سياسيا، قدمت قمة ألاسكا التي كان يُفترض أن تكون حاسمة بالنسبة إلى أوكرانيا وأوروبا، إلى بوتين، عودة إلى الساحة الدولية بعدما عُزل منها عقب غزوه أوكرانيا في شباط 2022، من دون أن تُؤدي إلى وقف الأعمال العدائية أو فرض عُقوبات جديدة تستهدف بلاده.
حتى أن الرئيس ترامب، أصبح يُؤيد اقتراحا من روسيا بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول اطلَع على المُحادثات الهاتفية بين ترامب وقادة أوروبيين "وكالة الصحافة الفرنسية".
وبحسب المصدر نفسه، يُطالب الرئيس الروسي "بأن تُغادر أوكرانيا دونباس" وبالتالي بالتنازُل الكامل عن هذه المنطقة التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
كما ويقترح تجميد القتال على جبهة منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب).
وبعد أشهر قليلة من بدء غزوها أوكرانيا، أعلنت روسيا في أيلول 2022، ضم هذه المناطق الأوكرانية الأربع، على رغم أن قواتها لا تسيطر بالكامل على أي منها.
غير أن زيلينسكي ما زال يرفض أي تنازل إقليمي، قائلا إن يديه "مُقيدتان بالدستور الأوكراني".
ضمانات أمنية
يعود بدء الحديث عن "الضمانات الأمنية" إلى ما قبل رحلة زيلينسكي إلى واشنطن، في 18 آب الجاري، حين عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، مؤتمرا عبر الـ "فيديو"، مع "تحالُف الراغبين" الداعم لكييف، والذي يضم مُعظم الدول الأُوروبية الكبرى والاتحاد الأُوروبي وحلف شمال الأطلسي ودولا غير أُخرى مثل كندا.
وبحسب ديبلوماسيين، ناقش المشاركون حينها، "الضمانات الأمنية التي ستُمنح لكييف كجزء من اتفاق سلام مُحتمل".
واقترح ترامب ضمانات أمنية مُستوحاة من تلك التي يُقدمها حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الـ "ناتو" الذي تعتبره موسكو تهديدا وجوديا يمتد إلى حُدودها.
وقد ذكرت في ذلك الحين، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن للشروع في ذلك، يتعين تحديد "بند للأمن الجماعي، يسمح لأُوكرانيا بالحصول على دعم كُل شركائها، بمن فيهم الولايات المُتحدة، ليكونوا مُستعدين للتحرُك إذا ما تعرضت للهجوم مُجددا".
ولكن يبدو أن تخلي ترامب عن سيناريو وقف إطلاق النار، يصب في مصلحة بوتين الذي يرغب في التفاوض مُباشرة على اتفاق نهائي.
في المُقابل، تعتبر كييف وحلفاؤها الأوروبيون ذلك وسيلة لكسب روسيا الوقت، من أجل مُواصلة هُجومها وتوسيع نُفوذها الإقليمي.
ومع ذلك، فإنها "أفضل طريقة لإنهاء الحرب المُروعة بين روسيا وأوكرانيا"، كما كتب ترامب، ذات يوم، على شبكته الاجتماعية "تروث سوشال"، موضحا أن "الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن يُنهي الحرب (...) اتفاق وقف إطلاق النار لا يصمُد في كثير من الأحيان".
0 تعليق