عملة ون كوين: قصة روجا إغناتوفا والاحتيال الذي استولى على مليارات الدولارات
مغامرة عملة ون كوين بين الوعود والمخاطر المالية
تابع أيضاً تراجع مفاجئ في سعر مثقال الذهب عيار 21 في الأسواق العراقية.. تعرف على السعر الجديد اليوم
عملة ون كوين كانت في قلب عالم العملات المشفرة الذي تزخر به وعود وثورة رقمية واعدة، حيث برزت الدكتورة روجا إغناتوفا الألمانية ذات الأصول البلغارية كرئيسة لمشروع ضخم جذب المليارات تحت رايتها؛ إذ قدمت نفسها كملكة العملة الرقمية عبر رؤيتها الجذابة لعملة ون كوين. في يونيو 2016، ظهرت روجا على منصة ويمبلي أرينا في لندن تداولت كلامها آلاف المستثمرين الذين تفاعلوا مع وعدها بأن عملة ون كوين ستتجاوز تأثير بيتكوين لتصبح العملة المشفرة الأولى عالمياً، مع إمكانية “الدفع في أي مكان” بكل سهولة. هذه الثقة النارية واجهت المستثمرين حول العالم، من باكستان إلى النرويج، ودفعوا أكثر من 4 مليارات يورو خلال فترة قصيرة بين 2014 و2017 كما كشفت وثائق BBC سر ضخ بريطانيا لوحدها 30 مليون يورو.
مخاطر وتفاصيل مخطط ون كوين الهرمي وغياب التقنية الحقيقية
مقال مقترح تحرك جديد في سعر الذهب اليوم.. تعرف على قيمته المحدثة الآن
تُعد نقطة ضعف عملة ون كوين أنها لم تستند في أساسها إلى تكنولوجيا البلوك تشين الحقيقية التي تميز العملات المشفرة الأصيلة مثل بيتكوين، فعلى العكس تمامًا، أظهرت التقارير أن “ون كوين” كانت مجرد قاعدة بيانات SQL يمكن التلاعب بها بسهولة، كما كشف المهندس التقني بيورن بييركي بعد رفضه منصب المدير التقني. هذه الحقيقة كشفت أن ون كوين لم تكن إلا مخططاً هرمياً كبيراً انتفع منه مجموعة من المسوقين الناجحين مثل إيغور ألبرتس وعائلته الذين حققوا ملايين اليوروهات نقدًا وبالرموز القيمة، في حين كان المستثمرون يشترون رموزًا بلا قيمة مقابل مبالغ تصل إلى 118,000 يورو. أقر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أن هذه الأداة كانت عبارة عن “زواج وول ستريت بالتسويق الهرمي” مما أسس لسرقة ضخمة مرتكزة على ضم أعضاء جدد.
اختفاء روجا إغناتوفا وتداعيات الاحتيال على آلاف المستثمرين
مقال مقترح خدمات وزارة الصناعة في عدن تلغي آلاف الوكالات والعلامات التجارية المخالفة اليوم
تزامن ازدهار ثروة روجا إغناتوفا مع إنفاقها في قصور فخمة وحفلات باهظة على يختها “دافينا” وشائعات تأجيل إطلاق بورصة لتحويل الرموز إلى أموال حقيقية، قبل أن تختفي عام 2017 بطريقة غامضة بعد عدم حضور مؤتمر لشبونة وغيابها عن التواصل، حيث أفادت وثائق التحقيقات أنها سافرت من صوفيا إلى أثينا، ثم تلاشت في الظل. بعد غيابها، تولى شقيقها كونستانتين دفة المشروع قبل أن يُعتقل بتهم الاحتيال في 2019، مع توجيه تهم للرجوع إليها بغيابها في الولايات المتحدة تتعلق بغسل الأموال والاحتيال المالي. يظل جزء كبير من ضحايا عملة ون كوين، ومن ضمنهم مستثمرون شرفاء مثل جين ماك آدم، يعيشون في دوامة أمل ضائع وصراع من أجل استعادة حقوقهم، خاصة مع تعقيدات تعقب الأموال التي تصل قيمتها إلى ما بين 5 و15 مليار دولار، نتيجة استخدام هيكليات وشركات وهمية تُخفي التدفقات المالية ضمن ولايات قضائية مثل المملكة المتحدة مما يصعّب محاسبة المتورطين.
- رغم تحذير هيئة السلوك المالي البريطانية في 2016، سُحب التحذير سريعاً مما سمح باستمرار الاحتيال
- شرطة لندن أغلقت تحقيقًا استمر عامين بحجة عدم اختصاصها بالأفعال خارج البلاد
- مكتب ون كوين في صوفيا بقي نشطًا عام 2025، مع استمرار جذب المستثمرين الجدد
الفترة الزمنية | قيمة الاستثمار |
---|---|
أغسطس 2014 – مارس 2017 | أكثر من 4 مليارات يورو |
النصف الأول 2016 (بريطانيا فقط) | 30 مليون يورو |
هذه القصة تعكس مدى الخطر الكامن في بعض مشاريع العملات الرقمية التي تغيب فيها الشفافية والتقنية الحقيقية، وتنتهك ثقة المستثمرين من خلال وعود مزيّفة وأدوات تسويقية محفوفة بالمخاطر، حيث يبقى مصير مليارات الدولارات مجهولاً، والضحايا يعانون من فقدان أموالهم دون تحصيل العدالة المنشودة.
0 تعليق