الاستراتيجية الصحيحة للتنمية الغذائية الوطنية تستند دومًا إلى الاحتياجات الحقيقية للسوق، حيث يوضح رئيس الوكالة الوطنية للأغذية (NFA) عارف براسيتيو عدي أن الإنتاج الغذائي الذي لا يرتبط بسوق واضح لا محالة سيؤدي إلى خسائر مستمرة، ومن هنا تنبع أهمية دراسة السوق قبل التخطيط لأي مشروع زراعي أو إنتاجي.
توجيه التنمية الغذائية الوطنية وفقًا لاحتياجات السوق الحقيقية
قد يهمك أسعار الليرة اللبنانية مقابل الجنيه المصري تتأثر بتطورات السوق في بداية تعاملات اليوم الاثنين
أكد عارف براسيتيو عدي أثناء إطلاق فريق باتريوت الاستكشافي في جاكرتا على ضرورة ربط إمكانات الإنتاج الزراعي بالسوق المحلي بشكل وثيق، حيث قال: “لا يجوز زراعة أي محاصيل في منطقة ما إذا لم يكن لها سوق واضح”، مشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر على الزراعة فقط، بل يشمل تجهيز الأرض، والري، واختيار البذور المناسبة، وعمليات ما بعد الحصاد من تخزين وتوزيع ضمن إطار عمل متكامل، وهذا التوجه يمثل حجر الزاوية في استراتيجية التنمية الغذائية الوطنية الصحيحة التي تعتمد على دراسة وتحليل الطلب الفعلي للسوق.
يستعرض عريف مثال الهجرة العابرة في عهد الرئيس سوهارتو، حيث تمكنت عائلات المهاجرين من إدارة الأراضي بشكل منتج، وزراعة محاصيل تلبي الطلب المحلي، مثل البطيخ والخضروات في بابوا، تعزيزًا لفكرة أن تطوير الزراعة المحلية يعتمد على النماذج الإنتاجية المرتبطة بالسوق، وهو ما يعكس كيفية بناء الاستقلال الغذائي على مستوى المناطق.
أهمية تعزيز الإنتاج المحلي لضمان الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي
تابع أيضاً تغييرات هامة في سعر مثقال الذهب بالعراق.. تعرف على السعر الجديد بالدينار والدولار اليوم
شدد عريف براسيتيو عدي على أولوية الاعتماد على الموردين المحليين لتلبية الاحتياجات الغذائية، قائلًا إنه خلال عمله السابق كان يولي أولوية قصوى للمنتجات المحلية لتأمين حوالي 120 حاوية شهريًا من الغذاء، وهذا يعكس التزام الاستراتيجية الوطنية بدعم الإنتاج المحلي وتعزيز دور المزارعين في توفير احتياجات المستهلكين.
وفي سياق تعزيز الأمن الغذائي وسد الفجوات، شجع عريف أكثر من 2000 أكاديمي من فريق باتريوت الاستكشافي على القيام بأبحاث مكثفة ورسم خرائط اقتصادية لعدد 154 منطقة انتقالية، وهذا العمل البحثي والتخطيطي يهدف إلى تأمين مصادر غذائية مستدامة تدعم رؤية الرئيس برابوو سوبيانتو لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
وذكر عريف أن الدولة يجب أن تتولى السيطرة على المنظومات الخاصة بالأغذية الاستراتيجية مثل الأرز والذرة وفول الصويا واللحوم والبيض والبصل، كما أكد أن نسب الإنتاج الوطني لبعض السلع تفوق الاستهلاك مما يدل على تقدم ملحوظ في تحقيق الاكتفاء الغذائي، حيث أظهرت البيانات النسب التالية:
السلعة | نسبة الإنتاج إلى الاستهلاك (%) |
---|---|
الفلفل الحار | 172 |
الفلفل الحار الكبير | 171 |
الكراث | 115 |
لحم الدجاج الأصيل | 110 |
الذرة | 106 |
بيض الدجاج الأصيل | 105 |
الأرز | 101 |
زيت الطهي | 100 |
في المقابل، لا تزال إندونيسيا تعتمد على واردات محدودة مثل اللحوم المجمدة والسكر والثوم وفول الصويا، وتتم هذه الواردات بشكل انتقائي حتى لا تؤثر سلبًا على المزارعين المحليين، وهذا يعكس حرص الدولة على حماية الإنتاج الداخلي بالتوازن مع تلبية الاستهلاك.
تنويع الأغذية لتعزيز الأمن الغذائي في إندونيسيا
قد يهمك أسعار الشيكل مقابل الجنيه المصري تشهد ارتفاع غير متوقع في بداية تعاملات اليوم الاثنين
أشار عارف براسيتيو إلى أن تنويع الأغذية يعتبر أمرًا ضروريًا خاصة مع اعتماد غالبية الاستهلاك الإندونيسي على الأرز والزيت، وقد انطلقت الحكومة في تشجيع المواطنين عبر برنامج الأكل التغذوي المجاني (MBG) على إدخال الدرنات والمكسرات ضمن النظام الغذائي، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الإنتاج المحلي لتنمية منتجات غذائية متنوعة تلبي احتياجات المستهلكين إضافة إلى تعزيز الصحة الغذائية.
وهنا أهم النقاط في هذا التوجه الغذائي التنويعي:
- تشجيع استهلاك الدرنات والمكسرات بجانب الأرز والزيت
- فتح الفرص أمام تنويع الإنتاج الغذائي المحلي
- دعم البرامج الحكومية التي تركز على تحسين جودة الغذاء والتغذية
هذه الاستراتيجية تعطي الأولوية لإنتاج غذائي متوازن يراعي ثقافة الأغذية المحلية ويعمل على تقليل الاعتماد الخارجي في القطاعات الحيوية ضمن الأمن الغذائي الوطني، مما يرفع من نجاعة التنمية الزراعية والاقتصادية في إندونيسيا ويعزز الاستقلال الغذائي على المستويين الوطني والإقليمي.
0 تعليق