استنكار واسع للقتل المتعمد للصحفيين ودعوات لخطوات دولية لمواجهة الجرائم الإسرائيلية

المشرق نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

سادت اليوم الاثنين، حالة من الاستنكار الواسع لقتل الاحتلال المتعمد للصحفيين، من قبل شخصيات ومؤسسات فلسطينية ودولية، بقصف الاحتلال الإسرائيلي الممنهج والمباشر مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد 20 فلسطينيا، بينهم 5 صحفيين، وعنصر من الدفاع المدني.

وقالت شبكة “الجزيرة” القطرية، إن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في غزة هي “الأكثر دموية بحق الصحفيين في التاريخ الحديث”، داعية إلى إجراءات فعالة لحماية الإعلاميين.

جاء ذلك في بيان للجزيرة تعقيبا على مقتل صحفيّها العاشر في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى جانب 4 صحفيين في استهداف إسرائيلي مباشر.

واضافت الجزيرة في البيان إن “قوات الاحتلال ارتكبت جريمة جديدة بحق صحفيّينا بقتل مصور الجزيرة محمد سلامة إلى جانب صحفيين آخرين”.

وتابعت: “الجريمة التي أودت بحياة الزميل محمد سلامة رفعت عدد شهدائنا بغزة إلى 10 وإجمالي الصحفيين إلى 240، مشيرة أن “حرب غزة سجلت أرقاما غير مسبوقة في استهداف الصحفيين وهي الأكثر دموية بحقهم في التاريخ الحديث”.

وأكدت أن “الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين تحتم اتخاذ إجراءات فعالة لحماية الإعلاميين”. وأدانت شبكة الجزيرة بـ”أشد العبارات الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر استهدافها المباشر للصحفيين”.

وأكدت أن استهداف إسرائيل المباشر للصحفيين واغتيالهم يأتي في إطار “حملة ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة”. وأشارت إلى أن “حملة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد الصحفيين تجاوزت كل الأعراف والقوانين وترقى إلى جرائم حرب”.

ولفتت إلى أن “اطمئنان إسرائيل بإفلاتها من العقاب وإصرارها على إسكات الصحفيين يكشفان عن نية واضحة لطمس الحقيقة”.

وتابعت: “رغم الاستهداف المستمر نواصل التغطية الحية للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة منذ 23 شهرا”.

وأكد الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين فيليب لوروث أن استهداف إسرائيل الممنهج للصحفيين في قطاع غزة يشكل جريمة مزدوجة ضد الإنسانية وضد حرية التعبير، مشيرا إلى أن الصحفيين يعتبرون مدنيين ويجب حمايتهم، وأنهم يقومون بدور الشهود على ما يحصل في القطاع في حين تفرض إسرائيل رقابة قوية على عملهم.

وخلال مداخلة مع قناة الجزيرة، عبر لوروث عن أسفه وغضبه لمقتل الصحفيين في غزة، معتبرا أن كل عملية استهداف تتم لأنهم صحفيون تحديدا، مؤكدا أن الغزيين ملوا من عبارات التعبير عن القلق أو الغضب دون اتخاذ إجراءات فعلية.

وانتقد الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين ردة الفعل الباهتة من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الغربية، وأشار إلى عدم السماح للصحفيين الغربيين أو الأجانب بالدخول إلى غزة، مؤكدا أنه لو كان ذلك متاحا وتم قتلهم لكان هناك رد فعل أقوى من الحكومات حول العالم، رغم أن العديد من الدول تشعر برد فعل على أفعال إسرائيل ومستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد أن الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد الأوروبي للصحفيين بإمكانهما مرة أخرى أن يطالبا لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالتحرك، معبرا عن عدم فهمه لعدم وجود رد فعل أقوى حتى الآن، خاصة عند مقارنة عدد الصحفيين الذين قتلوا في أوكرانيا وفي قطاع غزة، حيث إن العدد أكثر بـ10 أضعاف في غزة.

بدوره، أكد مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن الصحفيين في قطاع غزة يواجهون أبشع مجزرة في التاريخ، حيث ارتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 244 صحفيًا، مشددا على أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام أو إحصائيات، بل بشر لهم قصص وحكايات وذكريات.

وأشار الدحدوح إلى أن محمد سلامة -الذي اغتالته إسرائيل اليوم- أظهر تصميما كبيرا على البقاء مع زملائه في مجمع ناصر الطبي عندما حاصرته قوات الاحتلال، وكان من أكثر الناس إصرارا على تغطية الأحداث حتى آخر نفس، لينتقل من موعد زفافه إلى الشهادة.

ووصف المشاهد التي رصدت استهداف المجمع الطبي بأنها مروعة ويُفترض أن تزلزل الجبال وليس فقط الضمائر البشرية، موضحًا أن استهداف المجمع تم بشكل واضح، وعندما هرعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني والصحفيون لتغطية ما يجري أو إنقاذ زملائهم، تم استهدافهم أيضًا على مرأى ومسمع من العالم.

وأشار الدحدوح إلى أن بعض الصور لم تُعرض على الشاشة لفظاعتها وصعوبتها، مؤكدًا أن السؤال الذي يؤرق العقول والقلوب والضمائر الإنسانية هو كيفية إيقاف هذه المجزرة والإبادة بحق الصحفيين كجزء من الإبادة العامة في قطاع غزة.

ودعا المؤسسات الإنسانية والحقوقية والإعلامية والنقابات والزملاء الصحفيين في العالم إلى اتخاذ خطوات جادة، مؤكدًا ضرورة نزول الصحفيين إلى الشوارع للضغط على إسرائيل وإشعارها بأن ساعة المحاسبة اقتربت على هذه الجرائم وفق القانون الدولي ومواثيق الشرف المهني.

ولفت إلى أن إسرائيل تواصل استهداف خيمة الصحفيين في المستشفى مرتين، واصفًا هذا الأمر بأنه لم يحدث في التاريخ من قبل، وأن البشرية كلها مسؤولة أمام هذه الفظاعة والجرائم، والتاريخ لن يُعفي أحدًا من مسؤوليته.

وقال الدحدوح إن الجسد الصحفي يُستنزف يوميًا بسبب هذه الاعتداءات والمجاعة والنزوح والتعب الذي يتجرعه الصحفيون ليل نهار، مؤكدًا أن هذا الأمر لم يسبق له مثيل في التاريخ.

ووصف كيف تغيرت أشكال وأوزان الزملاء الصحفيين بسبب المعاناة، لكنهم حافظوا على الإرادة والعزيمة والتصميم، مشيرًا إلى أن هؤلاء يعملون مع وكالات أنباء أجنبية مثل رويترز ومؤسسات أميركية وبريطانية، ومطالبًا هذه المؤسسات باتخاذ خطوات لحماية من تبقى من الزملاء.

وأكد أن واجب هذه المؤسسات حماية زملائهم الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون للاستهداف، كونهم شركاء في الإنسانية وفي المهنة وفي الرسالة، ويجب أن يكونوا شركاء في حماية رسل هذه الرسالة والقائمين على إيصالها.

وفسر الدحدوح استمرار إسرائيل في استهداف الصحفيين رغم الإدانات والخطوات السياسية والملفات أمام المحاكم الدولية، مؤكدًا أن إسرائيل تخشى الدور الذي يقوم به الصحفيون والرسالة التي يحملونها والصور التي هزت مكانة إسرائيل الأخلاقية والديمقراطية المزعومة.

ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم تكتيك الاستهداف المزدوج، حيث تستهدف مكانًا معينًا ثم تستهدفه مرة أخرى عندما تهرع الطواقم لإنقاذ الضحايا، وهذا التكتيك شوهد بوضوح في استهداف خيمة الصحفيين.

وكشف الدحدوح عن الجانب الإنساني المخفي وراء صورة البطولة التي يُظهرها الصحفيون، مبينا كيف ينظر الصحفي لأولاده في كل لحظة ويخاف عليهم أن يأتوا شهداء، وهو يستقبل في نفس الوقت خبر استشهاد زملائه ويخاف أن يكون في مكانهم في أي لحظة، واصفًا هذا الشعور بالقاتل.

وأكد الدحدوح أن معاناة الصحفي مضاعفة أضعاف المواطن العادي لأنه موزع بين المعاناة والصعوبات والأخطار التي يواجهها في مهنته ورسالته، وبين خوفه وقلقه ومعاناته الشخصية على زملائه وأسرته، وأولاده وجيرانه وأهله.

بدوها، حملت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن “جرائم الحرب الموصوفة”، التي ترتكب يوميًا بحق الصحافيين الفلسطينيين.

وقالت النقابة في بيان صحفي، اليوم الاثنين، إن إسرائيل تتعامل مع الصحافة الفلسطينية كـ”خطر إستراتيجي يجب القضاء عليه”، وذلك في محاولة فاشلة لطمس الحقيقة وإسكات الشهود.

وأعلنت النقابة في تقرير جديد أصدرته، أنها ومنذ أكتوبر 2023 وحتى نهاية تموز 2025، وثّقت، استشهاد 240 صحافيا في قطاع غزة منذ بدء العدوان، بعضهم قُتل مع أسرته في استهداف متعمد لمنازلهم.

كما وثقت اعتقال 147 صحافيا وصحافية، بينهم نحو 20 صحافية تعرضن لاعتداءات وتعذيب نفسي وجسدي، إضافة إلى احتجاز العشرات من الصحافيين رهن الاعتقال الإداري بلا لوائح اتهام أو محاكمة.

وأشارت إلى أن الاحتلال يمارس التعذيب والاعتداء على الصحافيين الأسرى بشكل ممنهج، يشمل الضرب والحرمان من العلاج، والعزل الانفرادي، ومصادرة الأدوات الصحافية.

وقالت النقابة إن ملف الأسرى الصحافيين “يكشف الطبيعة القمعية للاحتلال”، حيث إن معظم الصحافيين معتقلون إداريًا دون تهم، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، فيما هناك عدد من الصحافيين “في حالة من الإخفاء القسري منذ شهور طويلة”.

وإضافة إلى ذلك، أوضحت النقابة أن الصحافيين يعيشون ظروفا قاسية، جراء حرمانهم من قبل سلطات السجون من الزيارات، واستمرار عمليات التعذيب النفسي والإهمال الطبي المتعمد.

وأكدت أن ما يحدث يمثل “جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”، تستوجب ملاحقة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، واتهمت إسرائيل بأنها تنتهك بشكل صارخ اتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقرار مجلس الأمن 2222، وتقوم بشكل ممنهج بإخفاء الأدلة على جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة.

وشددت على ضرورة فرض عقوبات دولية على قادة وساسة وضباط الاحتلال المسؤولين عن هذه الجرائم، وتوفير حماية دولية عاجلة للصحافيين العاملين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

من جانبها أدانت الرئاسة الفلسطينية بأشد العبارات، اليوم الإثنين، الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، والتي أدت إلى استشهاد خمسة من الصحفيين الفلسطينيين، أثناء تأديتهم واجبهم المهني والإنساني في تغطية حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.

وأكدت الرئاسة، أن استهداف الصحفيين يُشكّل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية الصحفيين وحرية العمل الإعلامي، مؤكدة أنها جريمة حرب جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد أبناء شعبنا، في محاولة منه لإسكات صوت الحقيقة الذي يمثله الإعلام الفلسطيني.

وشددت على أن استمرار الاحتلال في استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، والأمم المتحدة، لتوفير الحماية للصحفيين، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

كما حملّت الرئاسة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، داعية المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية ذات العلاقة إلى التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الممنهجة ضد الإعلاميين الفلسطينيين فرسان الحقيقة وصوت شعبنا الحر.

كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية والاغاثية والصحفية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس ظهر اليوم، واعتبرتها "جريمة حرب"، و"جريمة ضد الإنسانية" مكتملة الأركان وموثقة ارتكبت على سمع وبصر المجتمع الدولي.

وأكدت الوزارة، في بيان، أن هذه الجريمة تندرج في إطار حرب الإبادة والتهجير والتجويع والضم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ومحاولة متواصلة لإخفاء حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر يندى لها جبين الإنسانية.

وطالبت بسرعة ترجمة الاجماع الدولي على وقف الإبادة إلى خطوات عملية ملزمة، لإجبار الاحتلال على الانصياع لهذا الاجماع، بما في ذلك تشكيل قوة حفظ سلام أممية لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات بشكل مستدام لقطاع غزة، بناء على الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

في السياق  ادان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صباح اليوم الاثنين، محيط مستشفى "ناصر الطبي" بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة من الصحفيين أثناء أدائهم واجبهم المهني والوطني في تغطية جرائم الاحتلال وتوثيقها، وهي الجريمة الثانية من نوعها التي ترتكب خلال الشهر الحالي والتي راح ضحيتها 6 صحفيين.

ووفقاً للمعلومات الميدانية، فقد استهدفت طائرة إسرائيلية صباح اليوم الاثنين مبنى "الياسين" داخل مستشفى ناصر الطبي ما أدى إلى استشهاد مصور وكالة "رويترز" و"تلفزيون فلسطين" حسام المصري (48 عاما) على الفور.

وتوجه مجموعة من الصحفيين لتغطية الجريمة وتوثيقها، وبفارق 10 دقائق عاودت طائرة استطلاع قصف المكان للمرة الثانية ما أسفر عن استشهاد مصورة صحيفة "الاندبندنت" البريطانية مريم أبو دقة (34 عاما)، ومصور قناة "الجزيرة" محمد سلامة (28 عاما)، ومصور قناة NBC الأمريكية معاذ أبو طه (30 عاما)، وأصيب خلال التغطية مصور وكالة "شينخوا الصينية" حاتم أبو عمر بجراح في الرأس، كما أصيب مصور قناة "فلسطين اليوم" جمال بدح.

وأدان "مدى" بأشد عبارات الإدانة هذه الجريمة الجديدة التي تأتي ضمن سلسلة الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي راح ضحيتها حتى اليوم 285 صحفي/ة، في محاولة مكشوفة لإسكات الحقيقة ومنع العالم من الاطلاع على حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة.

ويرى "مدى" أن استهداف الصحفيين أثناء عملهم المهني يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولجميع المواثيق الدولية التي تضمن الحماية لهم في أوقات النزاعات المسلحة، ويؤكد مجدداً أن الاحتلال يسعى للتعتيم على جرائمه عبر استهداف الكلمة والصورة.

وجدد مركز مدى مطالبة المجتمع الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان، بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لجرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، وضمان محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية، باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.

انتهى

غزة-تل ابيب -رام الله/ المشرق نيوز

أخبار ذات صلة

0 تعليق