صعود أسهم الصين يثير مخاوف المستثمرين على خلفية تباطؤ الاقتصاد، حيث شهدت أسواق الأسهم الصينية ارتفاعًا ملحوظًا دفع مؤشرات رئيسية مثل مؤشر شنغهاي المركب وCSI 300 إلى مستويات غير مسبوقة خلال سنوات، ما أثار تساؤلات حول احتمال تشكّل فقاعة سوقية يصعب السيطرة عليها؛ فقد أضافت الأسهم الصينية نحو تريليون دولار إلى قيمتها السوقية خلال الشهر الماضي فقط.

أسباب صعود أسهم الصين ومخاوف التفاؤل المفرط في السوق

يشهد مؤشر CSI 300 ارتفاعًا تجاوز 20٪ من أدنى مستوياته خلال العام الحالي، في وقت تظهر مؤشرات الاقتصاد الكلي ضعفًا في عوامل استهلاكية مهمة مثل الاستهلاك وانخفاض أسعار المنتجين وسقوط معدلات التضخم؛ كما تشهد مدخرات الأسر الصينية رقمًا قياسيًا يفوق 160 تريليون يوان (نحو 22 تريليون دولار)، ما يعادل أكثر من ثلث القيمة السوقية الإجمالية لسوق الأسهم الأميركية، وفق بيانات بنك HSBC. هذا التباين القوي بين أداء أسهم الصين والأوضاع الاقتصادية دفع العديد من المحللين للتحذير من وجود “تفاؤل مفرط” في السوق، مع التلميح إلى أن صعود الأسهم قد لا يكون مدعومًا بأساسيات اقتصادية متينة.
وقد وصفت شركة نومورا هولدينغز هذا المشهد بأنه حالة “انفصال بين السوق والاقتصاد”، بينما أشارت TS Lombard إلى مواجهة فكرية بين “المتفائلين بالسوق والمتشائمين بشأن الأساسيات الاقتصادية”؛ ما يجعل صعود أسهم الصين يثير مخاوف المستثمرين من احتمال تصحيح عنيف محتمل.

دور الصناعات الناشئة وتأثير الدعم الحكومي على صعود أسهم الصين

يتجه المستثمرون إلى سوق الأسهم الصينية بهدف تعويض الخسائر التي تكبدوها في القنوات التقليدية ذات العوائد الضعيفة، مستفيدين من تفاؤل قوي محاط بصناعات ناشئة مدعومة حكوميًا مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الحيوية، التي تشكل ركائز خطط الصين للتحول الاقتصادي.
غير أن التفاؤل المحيط بهذه القطاعات يقابله تحذير من بعض الخبراء من الفقاعة المحتملة، خصوصًا مع ارتفاع التداول بالهامش إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 2015؛

• زيادة احتمالية حدوث تصحيح حاد للسوق في حال تراجع الثقة أو نقص السيولة
• تزايد مخاطر عدم الاستقرار في أداء الأسهم الصينية على المدى القصير والمتوسط

وقد اعتمدت الحكومة الصينية سياسة حذرة في دعم السوق، متجنبة التحفيز المالي الواسع، مع تركيز على ضبط فائض الطاقة الإنتاجية وكبح المنافسة السعرية، مما جعل بيئة السوق متقلبة يصعب توقع مسارها بدقة في المستقبل القريب.

تداعيات اضطراب سوق الأسهم الصينية على الأسواق العالمية والأسواق الناشئة

يُعد أي اضطراب مفاجئ في سوق الأسهم الصينية محفوفًا بالمخاطر على الأسواق الناشئة والمجتمعات الاستثمارية العالمية، خاصة في ظل ترابط سلاسل الإمداد وتداخل الأسواق المالية العالمية؛ إذ قد يؤثر هذا الاضطراب سلبًا على تدفقات الاستثمار، وينذر بتحولات أوسع في الاقتصاد الدولي.
يُنظر إلى الصين باعتبارها مؤشرًا مبكرًا لتذبذبات وتحولات الاقتصاد العالمي، ما يجعل متابعة أداء أسهم الصين يثير مخاوف المستثمرين ضرورة استراتيجية؛

تأتي هذه المعطيات مجتمعة لتُبرز كيف أن صعود أسهم الصين يثير مخاوف المستثمرين من فقاعة محتملة قد تقلب موازين السوق، مع ما يحمله ذلك من آثار معقدة تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الصين، متشابكة مع واقع اقتصادي عالمي معقد ومتغير.