دودة آكلة لحوم البشر تُعد من أخطر الطفيليات التي تصيب الإنسان والحيوان، حيث تتميز بقدرتها الفريدة على التغذي على الأنسجة الحية بدلًا من الأنسجة الميتة أو المتحللة، مما يجعلها تهديدًا صحيًا خطيرًا قد يؤدي إلى مضاعفات تتراوح بين التقرحات الجلدية الخطيرة وحتى تهديد الحياة، خاصة إذا لم تُعالج بشكل سريع وفعال.

أين تنتشر دودة آكلة لحوم البشر وكيف بدأت الحوادث الأخيرة؟

تُعرف دودة آكلة لحوم البشر علميًا باسم الذبابة الحلزونية (Cochliomyia hominivorax)، وقد سجلت المكسيك مؤخرًا أول حالة إصابة بشرية بهذه الطفيليات النادرة، في حين كانت هذه الدودة منتشرة في مناطق متعددة من أمريكا الوسطى والجنوبية منذ سنوات طويلة. وبالرغم من القضاء على هذه الذبابة في الولايات المتحدة خلال ثمانينيات القرن الماضي عبر برامج مكافحة متطورة مثل رش المبيدات واستخدام الذباب العقيم، إلا أن الظروف المناخية الحارة والرطبة في بعض المناطق ما زالت تساعد على تكاثرها وانتشارها، مما يستوجب استمرار الرصد والوقاية لمنع ظهور إصابات جديدة.

دورة حياة دودة آكلة لحوم البشر وآلية الإصابة وكيفية تطورها

تبدأ الإصابة بدودة آكلة لحوم البشر عندما تضع أنثى الذبابة الحلزونية بيضها على جروح مفتوحة أو مناطق ملتهبة في جسم الإنسان أو الحيوان، ويفضل الذباب البيئات الدافئة والرطبة لتكاثر البيض، الذي يكون صغير الحجم وغير مرئي للعين. بعد 6 إلى 24 ساعة، تفقس البيوض لتطلق يرقات صغيرة تبدأ في الزحف داخل أنسجة الجرح، لتدخل في المرحلة الأولى من الإصابة باختراق الأنسجة الحية وشقها بينما تغذي نفسها على خلايا الجلد السليمة. تستخدم اليرقات أنابيب تنفس داخل جسمها لمساعدتها على البقاء داخل الأنسجة، مما يسبب ألمًا شديدًا وظهور تقرحات متفاقمة.

تتقدم الإصابة حيث تغزو اليرقات الأنسجة العميقة مثل العضلات والدهون والأوتار، مسببة تورمًا وتهيجًا شديدًا مع ألم متصاعد؛ هذه المرحلة تزيد من فرص الإصابة بالعدوى الثانوية بسبب البكتيريا التي تصل إلى الجرح، مما يؤدي إلى تعفن المنطقة المصابة. وفي حال عدم تلقي علاج فوري، تنتقل اليرقات إلى مراحل أعمق، قد تصل فيها إلى العظام أو الأجهزة الحيوية مثل الدماغ أو العين، ما يزيد من خطر التسمم الدموي والتلف الشديد للأعضاء.

أعراض الإصابة بدودة آكلة لحوم البشر وطرق الوقاية والعلاج الضرورية

تتنوع الأعراض التي تظهر عند الإصابة بدودة آكلة لحوم البشر ما بين تورم واحمرار في مكان الإصابة، وألم حاد ناتج عن تغذية اليرقات على الأنسجة الحية، كما قد يصاحبها إفرازات كريهة الرائحة وانبعاث روائح نتنة نتيجة تحلل الخلايا. من العلامات الواضحة تواجد اليرقات داخل الجرح، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة أو حمى وعلامات أخرى مثل صعوبة التنفس إذا كانت الإصابة بالقرب من الأعضاء الحيوية.

• تورم واحمرار مستمر بالمنطقة المصابة
• ألم متفاقم يصعب تحمله
• إفرازات ذات رائحة كريهة
• وجود يرقات مرئية داخل الجرح
• ارتفاع درجة حرارة الجسم أو الحمى

بعد إصابة الجروح باليرقات، يمكن أن تنتقل العدوى إلى الدم عبر مجرى الدم، مما يؤدي إلى تسمم دموي حاد قد يتسبب في فشل وظائف الأعضاء والوفاة إذا تُرِك دون معالجة طبية عاجلة.

تحدث الإصابة غالبًا من خلال الجروح المفتوحة أو الإصابات الجلدية، ويزيد خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف النظافة أو عدم معالجة الجروح بشكل صحيح.

الخطوة الأهم في الوقاية من دودة آكلة لحوم البشر تكمن في الحفاظ على نظافة الجروح وتغطيتها جيدًا لمنع تلامسها مع الذباب. أما عند التعرض للإصابة، فيجب التدخل الطبي الفوري لإزالة اليرقات باستخدام أدوات طبية معقمة وتطهير الجرح جيدًا. في كثير من الحالات، يُستخدم دواء الإيفرمكتين لمكافحة الطفيليات، وقد يحتاج المريض أيضًا إلى مضادات حيوية للوقاية من العدوى الثانوية. التدخل السريع والمراقبة الطبية المستمرة هما السبيلان الرئيسيان للأسيد من المضاعفات الخطيرة وتجنب تدهور الحالة الصحية بشكل سريع.