كثف الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، قصفه للأحياء السكنية ونقاط توزيع المساعدات في قطاع غزة، موقعاً عشرات القتلى والجرحى، وأجبر مئات العائلات على النزوح، وسط خلافات داخل قيادة الجيش حول توقيت اجتياح مدينة غزة، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة في غزة تتفاقم بوتيرة سريعة، وأكد برنامج الأغذية العالمي أن المساعدات الداخلة إلى غزة «قطرة في بحر».
منظمات أممية: المساعدات الداخلة إلى غزة «قطرة في بحر»
قتل 70 فلسطينياً منذ فجر أمس الثلاثاء، بفعل الغارات الإسرائيلية المتواصلة التي طاولت مناطق عدة في قطاع غزة، بحسب ما ذكرت مصادر طبية، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الماضية 75 قتيلاً و370 مصاباً من جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل. وبينما دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال690 على التوالي، وسط استمرار المجازر واستهداف النازحين والمدنيين، وفرض حصار خانق يمنع وصول المساعدات، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، وفاة 3 أشخاص بالغين خلال الساعات الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية. وبذلك يرتفع إجمالي شهداء التجويع وسوء التغذية إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلاً، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية الحادة وغياب المواد الغذائية الأساسية والخدمات الطبية الضرورية في القطاع.
وحذرت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أولغا تشيريفكو، أمس الثلاثاء، من أن المجاعة في قطاع غزة بدأت تتفاقم بوتيرة متسارعة من جراء استمرار الحصار والتجويع الإسرائيلي.
وأشارت تشيريفكو إلى تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة، والذي أكد وجود مجاعة في محافظة غزة، وتوقع امتدادها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول/سبتمبر المقبل. وأضافت أن نتائج التقرير «لم تكن مفاجئة» بالنسبة لهم، موضحة: «هذا ما كنا نحذر منه منذ أشهر، وسنشهد سيناريو أسوأ إذا لم يتغير الوضع القائم».
وحذر برنامج الأغذية العالمي، أمس الثلاثاء، من أن المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها لا تزال «قطرة في بحر» الحاجات، بعد أيام على إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسمياً في غزة. وقال كارل سكاو نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إنه خلال الأسبوعين الأخيرين سجل «ارتفاع بسيط» في دخول المساعدات مع حوالي مئة شاحنة في اليوم.
وأوضح سكاو خلال زيارة لنيودلهي أن هذه الكمية «لا تزال قطرة في بحر عندما نتحدث عن مساعدة نحو 2,1 مليون شخص». وأضاف: «ثمة حاجة إلى مستوى مختلف تماماً من المساعدات من أجل قلب مسار المجاعة هذه».
وبدورها قالت المتحدثة باسم لجنة أوكسفورد للتخفيف من وطأة المجاعة (أوكسفام): «لدينا كثير من المواد المنقذة للحياة مكدسة على حدود قطاع غزة بانتظار إدخالها». وأضافت أن ما يدخل قطاع غزة شحيح كماً ونوعاً ولا يلبي الاحتياجات الأساسية. وقالت إذا لم يتم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بكثافة فسيرتفع عدد ضحايا المجاعة
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أن قواته استهدفت كاميرا تابعة لحركة «حماس» في الضربتين اللتين نفذتا، الاثنين، على مستشفى ناصر في خان يونس وقتلتا خمسة صحفيين، غير أن الأمم المتحدة أكدت، أمس الثلاثاء، ضرورة الوصول إلى «نتائج» في التحقيق الذي أعلنت إسرائيل فتحه، الاثنين. وشدد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ثمين الخيطان في جنيف وجوب تحقيق العدالة، مشيراً إلى أن العدد الكبير من الإعلاميين الذين قُتِلوا أثناء حرب غزة «يطرح الكثير والكثير من الأسئلة حول استهداف الصحفيين». وفي هذا الصدد، أعربت الصين عن صدمتها إزاء المجزرة الإسرائيلية ضد الصحفيين في مستشفى ناصر. كما أكدت مفوضية الاتحاد الأوروبي إن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى ناصر واستهداف الصحفيين، «غير مقبول على الإطلاق».
في غضون ذلك، يشهد الجيش الإسرائيلي خلافاً حاداً بين قياداته حول ملف الرهائن واحتلال غزة، إذ يدعو رئيس الأركان إيال زامير إلى إبرام صفقة جزئية مع «حماس» الآن، ما قد يؤجل أو يلغي الحاجة إلى احتلال كامل للمدينة ريثما تتضح نتائج المفاوضات الشاملة لإطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب بعد إبرام الصفقة الجزئية. أما الجنرالات واللواءات في مناصب قيادية ميدانية رفيعة، فتزعم أنه ينبغي السعي إلى التوصل إلى صفقة شاملة بشكل مباشر، حيث يتم التوصل إلى اتفاق مع «حماس» بشأن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويتم الاتفاق على شروط لإنهاء الحرب تكون مقبولة لدى الحكومة الإسرائيلية، ويتم وضع حد لحكم «حماس» في قطاع غزة، وتحصل المستوطنات المحيطة على الأمن على المدى الطويل. (وكالات)
قصف كثيف على غزة.. وتحذيرات أممية من اتساع المجاعة

قصف كثيف على غزة.. وتحذيرات أممية من اتساع المجاعة
0 تعليق