وفاة شيخ مصوري القطيف عثمان أبو الليرات تثير حزن الوسط الفني والأهالي

ra 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الوفاة والحياة الفنية لفوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات

تُعد قصة حياة فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات علامة بارزة في توثيق تاريخ محافظة القطيف من خلال عدسته البصرية. فقد توفي الحاج عثمان اليوم الأحد عن عمر 82 عاماً، حيث أعلن أقرباؤه خبر وفاته في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بمدينة الهفوف، بعد تعرضه لمضاعفات جلطات متعددة أدخلته في غيبوبة مساء الجمعة الماضي. جاءت هذه الوفاة بعد فترة عانى خلالها من انتكاسة صحية إثر خضوعه لعملية دقيقة في الأوردة، وتمت نقله عاجلاً من القطيف إلى الأحساء ليخضع للعلاج، إلا أن وضعه الطبي تفاقم في نهاية المطاف.

دور فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات في توثيق التحولات العمرانية والاجتماعية

تابع أيضاً عودة الحافلات المدرسية إلى شوارع المنطقة الشرقية مع انطلاق العام الدراسي الجديد

يُعتبر فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات رمزية مهمة في المحافظة، ليس فقط كأقدم مصور فوتوغرافي فيها، بل لتكوينه أرشيفاً بصرياً ضخماً يعكس تحولات القطيف منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وقد تجاوز عدد صوره آلاف الصور التي توثق مراحل متعددة من التحولات العمرانية والسكانية والبيئية. وقد انتشرت أعماله عبر الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن تولى ابنه علي مسؤولية نشرها إلكترونياً، ليبقى إنتاج الحاج عثمان مرجعاً بصرياً حيوياً ينقل تاريخ القطيف بتفاصيله المختلفة.

نشأة وتطور مسيرة عثمان أبو الليرات بين البيع والتصوير والنجارة

قد يهمك ارتفاع جديد في عدد زوار دبي خلال 7 أشهر.. كم بلغ العدد؟

بدأ عثمان أبو الليرات حياته المهنية في قلعة القطيف وهو يساعد والده في بيع الكيروسين داخل أحيائها، حيث تعرّف بدقة على تفاصيل البيوت وأزقتها وشوارعها وأبوابها، مما مكّنه من حفظ معالمها بوعي عميق. من عائدات بيع الكيروسين جمع عثمان أولى مبالغ كاميرته الأولى التي اشتراها وبدأ في تعلّم فن التصوير ذاتياً، مستلهماً أساليب المصورين الأمريكيين الذين زاروا القطيف، وبدأ بتكوين ثروة بصرية هائلة، مع توقيت وصول الكهرباء إلى القطيف عام 1961م الذي أتاح له فرصة التطور. وتجلى حضور عثمان في توثيق إزالة قلعة القطيف التاريخية عام 1402هـ، وهو حدث توثيقي يعد من أهم محطات حياته المهنية.

وبجانب حبه للتصوير، احترف عثمان أبو الليرات النجارة بشكل احترافي بعد انتقاله إلى حي باب الساب، ولعبت هذه المهنة دوراً في تعبيره الفني عندما قرر إعادة إحياء تاريخ قلعة القطيف من خلال صنع مجسم متكامل يظهر تفاصيل قلعة القطيف التاريخية بكل دقة، ومنها سور القلعة وأبراجها ومسجدها ومبانيها الحكومية وبيوت السكان، إضافة إلى أبرز معالمها مثل الدرويشية ومدرسة الحسين بن علي واللاسلْكي وبرج العلم وصولاً إلى الفرضة التي تلتقي فيها القلعة مع البحر. واستغرق هذا العمل ما يقارب أربع سنوات مستثمراً ذاكرته الحية التي انطلقت من طفولته في قلعة القطيف.

إرث فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات وتأثيره المستمر على الذاكرة البصرية للمحافظة

قد يهمك تزايد ملحوظ في أعداد السياح الدوليين إلى دبي خلال 7 أشهر.. كم بلغ العدد؟

أصبح عثمان أبو الليرات من أعلام القطيف بالدرجة الأولى بسبب صداقته الممتدة مع الكاميرا منذ شبابه، ما أسهم في إثراء ذاكرة القطيف البصرية عبر عقود عدة. ونجم عن هذا التراث صور توضح ملامح القطيف في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وقد نقلت لنا القطاع بفصول متعددة؛ من ظهور أحياء جديدة محل بساتين إلى تطور في تخطيط الشوارع والمؤسسات، بينما اختفت كثير من المعالم الأقدم. هذه الصور تمثل وثائق تاريخية لا تقدّر بثمن لجيل لم يعرف ظروف التصوير الرقمي، إذ شكلت أعمال عثمان توثيقاً عملاقاً يجمع بين فن التصوير وذاكرة المكان.

  • تجربة بيع الكيروسين في قلعة القطيف وما تركته من فهم عميق لتفاصيل المكان
  • جمع ثروة بصرية تجاوزت عشرات الآلاف من الصور الموثقة للتغيرات العمرانية والاجتماعية
  • صناعة مجسم تاريخي يمثل قلعة القطيف بمهارة نحتية وعلمية
  • توصيل إرث فوتوغرافي خالد عبر نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي
الحدث التاريخ
وصول الكهرباء إلى القطيف 1961م
إزالة قلعة القطيف 1402هـ
فترة إعداد المجسم 4 سنوات قرب سن 70
وفاة عثمان أبو الليرات عن عمر 82 عاماً في مستشفى الملك فهد

يظل فوتوغرافي القطيف عثمان أبو الليرات علامةً لا تمحى في تاريخ المحافظة، مساهماً في حفظ ذاكرة بصرية تختزن أوجه الحياة التي مرت بها القطيف عبر أزمنتها المختلفة، محافظاً على تفاصيل كانت في طريقها للاندثار بفضل حبه للنقل والتوثيق، سواء من خلال صور الكاميرا أو من خلال يديه التي أبدعت مجسماً يعيد سرد قصة الوطن بأسلوب خالص، مما يجعل إرثه مرجعاً أساسياً لمن يريد الوصول إلى فهم أعمق لجزء مهم من تاريخ القطيف العمراني والاجتماعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق