كوب الشاي بالحليب، ذلك المشروب المميز الذي يعتبره الكثيرون عادة يومية لايمكن الإستغناء عنها، خاصة في الصباح أو بعد الوجبات، ويعتقد البعض أن إضافة الحليب على الشاي يمنحه قيمة غذائية عالية، ولكن هذا اعتقاد خاطيء حيث تشير بعض الدراسات إلى أن هذا المزيج قد يكون مضرًا أكثر مما هو مفيد، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بصحة العظام، كما يوجد الكثير من الأضرار والتحذيرات التي يجب التعرف عليها.

ماذا يحدث عند مزج الشاي بالحليب؟

يبدو للبعض أن إضافة الحليب وهو مصدر غني بالكالسيوم، والمعادن، والبروتين، يعزز فائدته كما يحتوي الشاي على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتعزز صحة القلب، لكن ما لا يدركه البعض أن مزج الاثنين معًا قد يُعطّل الفائدة الأكبر من الحليب، وهي امتصاص الكالسيوم.

يكمن الخطر في مادة موجودة في الشاي وهي “التانين” (Tannins) هذه المادة الطبيعية، الموجودة بشكل أساسي في الشاي الأسود، لها قدرة على الارتباط ببعض المعادن، وخاصة الكالسيوم، وتكوين مركبات معقدة يصعب على الجسم امتصاصها النتيجة؟ تقليل استفادة الجسم من الكالسيوم، وبالتالي التأثير سلبًا على صحة العظام، خاصًة عند الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على الحليب كمصدر وحيد للكالسيوم.

ولأن الكالسيوم يُعد عنصرًا أساسيًا في بناء العظام والحفاظ على كثافتها، فإن الجسم عندما يفقدها أو تقل عن حاجته، يؤدي ذلك مع الوقت إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالهشاشة، خصوصًا لدى النساء وكبار السن.

المفارقة أن كثيرين يتناولون الشاي بالحليب بعد وجبة غنية بالكالسيوم، معتقدين أنهم بذلك يعززون الفائدة، في حين أنهم دون قصد منهم يقللوا من امتصاص ما تناولوه، وتكون المشكلةى أكبر لمن يعتمد على الشاي باللبن كمصدر للكالسيوم، ما يجعل الضرر مضاعفًا.

لكن هذا لا يعني بالضرورة الإمتناع عن تناول الشاي أو الحليب، ولكن الحل ببساطة هو الفصل بين تناولهما، حيث يفضل تناول الشاي بعد الوجبات بساعتين على الأقل، أو تناوله بدون حليب، خصوصًا عند من يعانون من مشاكل في العظام أو نقص في الكالسيوم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إتبعنا