نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أين نخزن الذهب؟, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 02:36 صباحاً
نشر بوساطة عبد الله بن عبد المحسن الفرج في الرياض يوم 30 - 03 - 2025
كان لي صديق، بل أخ عزيز، يلاحظ، في فترة طفرة الأسهم، كيف كان الناس يحصلون على الأموال بسهولة، فتمنى لو كانت لديه الخبرة، حتى يكون مثلهم، ولهذا وبعد طول تفكير قرر أن يعطي مبلغا معينا لأحد "أصحاب الخبرة" ليضارب بدلاً عنه. ومن ثقته به، اكتفى بالسؤال بين الحين والآخر، وبعد أن يسمع ما يطمئنه ينسى الموضوع مرة أخرى، حتى احتاج للمال بعد عدة سنوات، فطلب من "الشاطر" أن يرد له ما عليه، بعد خصم أتعابه، وكم كانت المفاجأة أن المبلغ أو جله قد تبخر.
وهذا الحادثة أسوقها، بعد أن تناقلت الأنباء عزم ألمانيا على استرداد ما لها من ذهب مخزون لدى الولايات المتحدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك تحت الحراسة المشددة، وذلك بعد فرض هذه الأخيرة رسوما على واردات السيارات من ألمانيا نسبتها 25 ٪ -وهذه ضربة موجعة لبلد يعتمد اقتصاده بشكل كبير على صادرات السيارات- خاصة وأن هذا الاقتصاد يعاني من الركود في الوقت الراهن.
وكعادة الألمان، المعروف عنهم ميلهم للتوفير والادخار، إلى درجة يقال إنهم لا يحبون التعامل بالبطاقات البنكية ويفضلون الدفع بالعملات الورقية حتى يضبطوا مصاريفهم، فإن بلدهم من شدة حرصه أصبح مالكا لثاني أكبر احتياطي من الذهب في العالم بعد الولايات المتحدة -نحو 3.4 آلاف طن، أو 270 ألف سبيكة سعة كل منها 12.5 كجم. ومن شدة ثقتها بالولايات المتحدة، فضلت ألمانيا أن تحتفظ ب 37 ٪ من إجمالي ما تملكه من ذهب في أميركا، ومثلما نعرف، فإن سعر الذهب الآن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث تجاوز 3000 دولار للأونصة.
طبعاً، الذهب يبقى ذهبا، وسعره لا يتغير مع مرور الزمن، وأنا هنا لا أقصد ما يعادله من أوراق نقدية، التي تتأثر بالتضخم، وإنما أوقية الذهب: فسعر الحليب أو التمر مقيم بالذهب لا يتغير حتى بعد مرور ألف عام، ولذلك كانت ألمانيا تخزن الذهب تحوطاً لوقت الحاجة، وهذه تجربة تسير عليها العديد من البلدان وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي تملك 8.1 آلاف طن، رغم كل ما لديها من دولارات. وتأتي إيطاليا بعد ألمانيا 2.5 ألف طن، ومن ثم فرنسا 2.4 ألف طن، وروسيا 2.3 ألف طن، والصين 2.2 ألف طن.
ويمكن سمعنا عن رغبة ترمب التفتيش عن احتياطي الذهب الأميركي، ليطمئن أنه موجود في مستودعات نيويورك. ولذلك، فمن غير المعروف كيف سيكون الرد الأميركي في حال طلب المستشار الألماني فريدريش ميرز، استرداد ذهب ألمانيا منها، فعليه أن يحتفظ برباطة جأشه، فتجربة ديغول في نهاية الستينات، عندما استبدل ما لدي فرنسا من دولارات بالذهب بسعر 35 دولارا للأونصة لن تتكرر، فقد كان أولى بألمانيا أن تحتفظ بذهبها على أراضيها.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق