مطلق النفيسة.. رحمه الله

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مطلق النفيسة.. رحمه الله, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 03:29 صباحاً

مطلق النفيسة.. رحمه الله

نشر بوساطة سعود العماري في الرياض يوم 31 - 03 - 2025

2125486
ودّعت بلادنا الغالية يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك أحد رجالها المخلصين ورائد من روادها القانونيين رجل العلم والخلق معالي الدكتور مطلق النفيسة، رحمه الله، حيث وافاه الأجل في مدينة الرياض بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من خمسة عقود، ارتقى فيها سلّم التميّز والأداء الرفيع، وتقلّد خلالها العديد من المناصب المهمة في الدولة، التي عكست تقدير القيادة -أيدها الله- لإخلاصه وعطائه، منها رئيس هيئة الخبراء وكان آخرها وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء.
حصل على درجة الدكتوراة في القانون من جامعة هارفارد الولايات المتحدة عام 1395ه.
وشارك بدراسة الأنظمة الأربعة:
. نظام مجلس الوزراء
. الأنظمة القضائية
. الأنظمة التجارية
. الأنظمة المالية
وكان -رحمه الله- عضواً في اللجنة العليا لإعداد النظام الأساسي للحكم، وعضواً في اللجنة العليا لإعداد نظام مجلس الشورى، وعضواً في اللجنة العليا لإعداد نظام المناطق، وقبل ذلك تقلّد مناصب عديدة كان منها رئيس هيئة الخبراء في مجلس الوزراء.
كان -رحمه الله- أحد العقول القانونية النادرة، وقدوة حسنة للجيل القانوني في المملكة، بل يعد من أعلام القانون السعوديين.
كما كان من المؤسسين لجمعية خريجي هارفارد في المملكة في منتصف الثمانينات، وأحد مؤسسي مركز الدراسات الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، والذي أنشئ بتبرع سخي من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بعد جهود بذلها مجموعة من أبناء الوطن المخلصين بقيادة الأمير نواف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وفريق من الخريجين منهم الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير أحمد بن خالد بن عبدالله آل سعود، والفقيد -يرحمه الله- ومعالي الدكتور مساعد العيبان.
فقد كان لهذا المركز دور بارز في إبراز قيم الشريعة الإسلامية والدفاع عنها، خاصة بعد تداعيات أحداث 11 سبتمبر، حيث لعب البروفيسور فرانك فوجل دوراً كبيراً في هذا المجال، متبنياً الدفاع عن مبادئ الشريعة والإسلام.
لقد كان معالي الدكتور مطلق النفيسة مدرسة في القانون والخلق والتواضع، لم يبخل يوماً بعلمه أو نصيحته، وكان مرشداً وملهماً لكثيرين، وأنا أحد الذين تشرفوا بنيل توجيهاته ونصائحه السديدة. كان -رحمه الله- داعماً لي ولغيري من زملائي، يفتح لنا الأبواب، ويقدم لنا من خبرته الواسعة دون تردد أو تفضل، فكان مثلاً يُحتذى به في الخلق الرفيع والعمل الدؤوب.
عرفه الجميع جندياً مجهولاً يعمل في صمت، بعيداً عن الأضواء، لكنه حقق إنجازات عظيمة أثرت في بنية النظام والتشريع في المملكة. وكان موضع تقدير كبير من قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظهما الله- حيث لم يوافقا أبداً على ابتعاده عن مجلس الوزراء رغم ظروفه الصحية، وظل في منصبه حتى وافاه الأجل المحتوم.
رحم الله معالي الدكتور مطلب النفيسة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان، ونعزي أنفسنا وقيادتنا وأبناء الوطن ورجال القانون في فقيدنا الغالي. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*محام وعضو جمعية خريجي هارفارد
د. سعود العماري *

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق