ذكريات مازالت خضراء

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ذكريات مازالت خضراء, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 01:13 صباحاً

ذكريات مازالت خضراء

نشر بوساطة القاص أحمد إبراهيم يوسف في الرياض يوم 30 - 03 - 2025

alriyadh

في غرفته الصغيرة أمسك إبراهيم بعوده
وبدأ يفتل أصابعه ليضبط أوتاره، ويزن نغماته
وضع أمامه ورقة صغيرة فيها بضع أبيات من
الشعر أبدعها شاعر شاب من القرية.
حين اكتمل ضبط أوتار العود، بدأ يعزف لحنه
الجميل لتلك الكلمات وبدأ يغني بصوته الرخيم
( يا عيد.. ياعيد الهنا ** يا أخضر وكلك منى )
في النادي الصغير بدأت الاستعدادات منذ أيام
وانهمك مسؤولوه في الإشراف على تلك
الإعدادات
شباب النادي يقطرون حماساً لإنهاء تجهيزات المسرح
داخل فناء النادي . بعضهم يرسم الخلفيات
على قطع كبيرة من قماش ( البفتة ) وبعضهم
يقوم بعمل التوصيلات الكهربائية لإضاءته، آخرون وزّعوا أجهزة الصوت
في جنبات المسرح المتواضع.
كان أحدهم يقوم بتجارب للصوت ويسأل
واحد .. اثنين.. ثلاثة
واحد.. اثنين.. ثلاثة .. هاه واضح؟
يجيبه زميله: مكبّر واحد يعمل

( ثبت شرعاً ظهور هلال شوال .........)
عندما أعلن المذيع الخبر ركضت الفرحة
في قلوب أطفال البيت فأسرعوا إلى أمهم
وقبلوها بحب
قالت الابنة: كل عام نراك بخير إن شاء الله
يا أمي
قال الابن: عيد سعيد يا أمي
عانقتهما أمهما بحنان وقالت:
كل عام وأنتم في صحة ونجاح
عاد الوالد من السوق محمّلاً بالهدايا الجميلة
وبالملابس الجديدة والحلوى اللذيذة
ضمّهما إلى صدره الحنون وقال لهما:
عيد سعيد وفرحة دائمة بإذن الله يا صغاري
الأعزاء
اجتمع رجال القرية الساحلية في مصلّى
العيد الصغير قال الإمام في خطبته:
* أفرحوا الأيتام.. ساعدوا المحتاجين
أشفقوا على الضعفاء.. وعطّروا قلوبكم
بالمحبّة... كلّ عام وأنتم على محبّة
انتشر الناس في طرقات القرية بعد انتهائهم
من أداء صلاة العيد تنقّلوا بين البيوت
ينثرون عبارات المحبة في كل بيت
يتعطّرون بالمودّة ويتبخّرون برائحة الصفاء الزّكية
غابت الشمس وبدأت أول ليلة من ليالي العيد
ليلة مزهرة بالفرح مخضّبة بالبهجة
هكذا تبدو للرائي عندما يرى شباب القرية في باحة
ناديهم الريفي يتحرّكون بهمّة ونشاط يكملون ما
تبقى من ديكورات على المسرح ومن رتوش أخيرة
على خشبته. أو يصفّون الكراسي أمامه أو يعلّقون
على مقدّمته لافتة قماش كتبت عليها عبارة ترحيبية
وفي غرفة جانبية من غرف النادي اجتمع العازفون
مع الفنّان ليجروا تجاربهم الموسيقية.
كانت أصوات آلاتهم متداخلة مع صوت الفنان
وهو يجّرب أداءه ويغنّي:
ياعيد ..... يا عيد الهنا
يا اخضر ... وكلّك منى
أول ليلة من ليالي العيد يقضيها ( ولد الصلبي)
في قريته بعد سنوات البعاد في زحام المدن
رأى طرقات القرية شبه خالية. دار بسيارته
في شوارعها المزفّتة، كانت أرصفتها ملّونة
والأشجار مزيّنة بأضواء تملؤها بالإخضرار
كان يقود سيارته بهدوء وفي رأسه ترنّ أغنية عيد مبهجة.
( ياعيد ياعيد الهنا / يا أخضر وكلك منى )
وتتحرك في ذاكرته مشاهد لذكريات رغم
مضيّ السنين الطوال ما زالت.. خضراء
1 مقطع من أغنية عن العيد للشاعر
المبدع عبد المحسن يوسف

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق