الإدارة بالعقول والقلوب

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإدارة بالعقول والقلوب, اليوم السبت 29 مارس 2025 10:57 مساءً

الإدارة بالعقول والقلوب

نشر بوساطة يوسف القبلان في الرياض يوم 29 - 03 - 2025

2125215
تتشرف المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين مستثمرة إمكاناتها المادية والبشرية لمساعدة الحجاج والمعتمرين على أداء مناسكهم وفق إطار تنظيمي وتوعوي يتضمن التوجيهات الدينية والإجراءات التنظيمية والنظامية التي تحقق أهداف الجميع، وتتعامل مع الجميع بدون تمييز.
وليس من المبالغة القول إن من أضخم الأمثلة على العمل الجماعي هو تلك المنظومة الإدارية والإنسانية المتمثلة في تنظيم مناسك الحج والعمرة وما تقدمه المملكة العربية السعودية عبر أجهزتها المختلفة
من خدمات، ومن عمل إداري استثنائي فريد في عالم الإدارة والتنظيم من حيث الكم والكيف والظروف المكانية والإنسانية، نمط في الإدارة والتنظيم يمكن أن نطلق عليه مسمى (الإدارة بالعقول والقلوب).
في الحج والعمرة تشارك كافة أجهزة الدولة عبر عملية تنسيق متميزة في التنظيم والتوعية وتقديم الخدمات وتوفير الظروف التي تسهل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بيسر وسهولة وظروف آمنة.
هذه المنظومة التي تتعامل مع ملايين البشر من دول وثقافات مختلفة بنفس المعايير تحقق النجاح في خدمة الجمع واحترام الجميع للأنظمة والإجراءات الرسمية المعروفة للحجاج والمعتمرين قبل قدومهم.
النجاح المتميز الذي تقدمه المملكة في الحج والعمرة هو نتاج منظومة ضخمة تدار بالعقول والقلوب واستخدام أحدث الوسائل التنظيمية والتقنية، والتعامل الإنساني، منظومة تتضمن التخطيط والتنسيق والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتقييم والتطوير المستمر، كل ذلك يقدم صورة لحالة دينية إسلامية تجمع بين العبادة والأخلاق، هذه الصورة الجميلة تتعرض أحياناً لبعض الممارسات المخالفة للأنظمة مما يؤثر على قدسية المناسبة وعلى سلامة الحجاج والمعتمرين.
يمكن تصنيف المخالفات إلى فئات، فئة تعرف الأنظمة وتتعمد المخالفة، فئة تجهل الأنظمة وتستجيب للتعليمات والتوجيهات، فئة تتعمد التشويه لأسباب خفية.
إن عدم احترام الأنظمة، وعدم احترام قدسية الحرمين الشريفين من بعض الحجاج أو المعتمرين هو سلوك غير أخلاقي يتنافى مع مبادئ الدين وقيم الإسلام، وهو ليس مسؤولية الأفراد فقط بل مسؤولية دولهم ومسؤولية الحملات، ولا يمكن التعامل مع هذا السلوك السلبي بالمجاملة لأنه سلوك يؤثر على روحانية المناسبة وعلى سلامة الجميع.
الأنظمة والتعليمات واضحة والإجراءات سهلة، فكيف يسمح الحاج أو المعتمر لنفسه وهو قادم للتعبد أن يخالف الأنظمة، أين الأجر الذي جاء من أجله، وكيف يجرؤ أن يفصل بين التعبد والأخلاق، ثم يحتج على التعامل معه بالقانون والأنظمة التي يعرفها وقد يفتخر بمخالفتها!
إدارة العقول والقلوب هي إدارة تجمع بين المهنية العالية وكفاءة وجودة الأداء، وبين الجوانب الإنسانية لكن هذه الإنسانية لا يمكن أن تغض الطرف عن المخالفات المتعمدة أو عدم احترام المنظمين، أو استغلال المناسبات الدينية لأهداف سياسية. المملكة تمارس أعلى درجات الإنسانية لكنها تضع التنظيمات وتطورها بصفة مستمرة وتنتظر من الجميع احترامها ولا تسمح بالفوضى، ولا أحد فوق القانون.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق