شهدت إنتل ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة أسهمها منذ الإعلان عن تعيين «ليب-بو تان» رئيساً تنفيذياً جديداً للشركة الأسبوع الماضي، حيث أضافت هذه الخطوة 22 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة. ومع تولي تان منصبه الرسمي يوم الثلاثاء، يواجه تحدياً كبيراً لتلبية التوقعات العالية المعلقة على قيادته.
في رسالة وجهها تان إلى موظفي الشركة قبل توليه منصبه، حذر من أن مواجهة التحديات التي دفعت إنتل إلى التراجع لن تكون مهمة سهلة. لكنه لم يحدد كيفية معالجة هذه المشكلات، مما ترك المحللين يتساءلون ما إذا كان سيسعى إلى تفكيك الشركة وبيع أجزائها، كما يرغب كثيرون في وول ستريت، أم سيحاول تنفيذ نسخة معدّلة من خطة سلفه لإصلاح خطوط الإنتاج والتصنيع المتعثرة.
وصف جو تيجاي، مدير محفظة صندوق راشنال إكويتي آرمور، الوضع بأنه «لحظة إثبات» للشركة، قائلاً: «سنحتاج إلى رؤية بعض التحسينات في منتجاتهم لتعود إلى ما كانت عليه سابقاً. أعتقد أنها بداية رائعة واتجاه جيد، لكنهم ما زالوا بعيدين عن المكانة التي كانوا فيها.»
أدى الإعلان عن تعيين تان يوم الأربعاء الماضي إلى ارتفاع بنسبة 24% في أسهم الشركة حتى إغلاق يوم الاثنين، مما جعلها الأفضل أداءً على مؤشر فيلادلفيا لصناعة أشباه الموصلات منذ بداية العام. وقد رفع بنك أوف أمريكا تصنيف السهم بعد الإعلان، مشيراً إلى أن الشركة «لديها فرصة أكبر لإعادة الهيكلة/تحسين الأوضاع» تحت قيادة تان.
لكن المحللين لاحظوا أن رسالة تان – التي وعد فيها بإعادة تأسيس إنتل كـ «مصنع عالمي المستوى» للرقائق – لم توضح ما إذا كان يفكر في فصل أعمال المصنع عن قسم تصميم الرقائق، كما جرى النقاش في الماضي. كما لم يتطرق إلى التقارير الأخيرة التي تفيد بأن إحدى أكبر منافسيها، شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، قد تساعد في تشغيل بعض مصانع إنتل في الولايات المتحدة بناءً على طلب إدارة ترامب.
يعكس التفاؤل حول تان إلى حد كبير مدى تراجع إنتل من الأيام التي كانت فيها عملاق صناعة أشباه الموصلات. فقد انخفض سعر السهم بنحو 60% من الذروة التي وصل إليها في أوائل عام 2000، مما أدى إلى محو أكثر من 330 مليار دولار من القيمة السوقية للمستثمرين.
وارتبطت مشاكل الشركة الأخيرة ارتباطاً وثيقاً بصعوبات منافسة الشركات الأخرى في سباق إنشاء رقائق متخصصة تستخدم في صناعة الذكاء الاصطناعي. وأفادت رويترز يوم الاثنين أن تان يدرس إجراء تغييرات كبيرة في طرق تصنيع رقائق الشركة واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي، وأن إعادة تنظيم عمليات التصنيع تعد أولوية رئيسية.
ويبدو مستقبل إنتل غير مستقر بشكل خاص في ظل المخاوف الاقتصادية الكلية والتساؤلات حول الطلب المستقبلي على رقائق الذكاء الاصطناعي مع زيادة كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي. وقد انخفض مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 21% من ذروته في يوليو الماضي.
ويوصي أقل من 10% من المحللين الذين تتبعهم بلومبرج بشراء أسهم إنتل، ويعد إجماع التوصيات – وهو مؤشر لنسبة تصنيفات الشراء والاحتفاظ والبيع – من أسوأ المؤشرات بين شركات الرقائق. وتتداول إنتل بنحو 5% فوق متوسط السعر المستهدف من قبل المحللين، وهو أسوأ عائد ضمني بين شركات الرقائق خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
من جانبه، يراقب راندي هير، مدير أبحاث الأسهم في بنك هنتنجتون الوطني، مستوى 19 دولاراً كدعم حاسم للسهم الذي أغلق آخر مرة عند 25.69 دولار. وقال: «إذا خفضت إنتل توقعاتها ووضعت خطة للنمو، فسأعتبرها فرصة شراء إذا انخفض السهم تحت 19 دولاراً في هذا السيناريو. أما إذا انخفض السهم تحت 19 دولاراً لأنه ليس لديها خطة للنمو ولا نرى تسارعاً في الإيرادات، فهذه إشارة بيع.»
بواسطة
Bloombergتابع عالم التقنية على
0 تعليق