لم يخطر في بال المواطن الإسرائيلي مردخاي بيريتس، أنه سيصبح حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد هروبه من البلاد منذ سنة 2007، حسب ما أوردته مصادر عبرية التي أكدت أن بيريتس فر من أشدود باتجاه أكادير بعد حضوره لجلسة الإقرار بالذنب الذي وقعه مكتب المدعي العام للمنطقة الشمالية بمحكمة منطقة الناصرة.
وحسب صحيفة "ماكو" التابعة للقناة 12 الإسرائيلية، فلا أحد في المجتمع اليهودي بمدينة أكادير يعرف حقيقة مردخاي بيريتس، الذي أدين بالاعتداء الجنسي على فتاتين وفر من البلاد خوفا من السجن، حيث وبعد 18 عاما اتضح أنه ترك وراءه أيضا ضحية ثالثة، صرحت للصحيفة المذكورة قائلة: "لقد بدأ يلمسني عندما كنت طفلة، وأنا أتحدث الآن لأن بيريتس بدأ في نشر صور له مع طفل على الإنترنت".
وأكدت الصحيفة أن عددا قليلا من اليهود يعيش حاليا في مدينة أكادير بالمغرب، حيث وبحسب دار حباد المحلية، فإن عدد أفراد الطائفة لا يتجاوز 70 شخصا، ومن بينهم مردخاي بيرتس، وهو مواطن إسرائيلي استقر بالمدينة الساحلية سنة 2007 وأصبح أحد أعمدة الطائفة، مشيرة إلى أنه كان في البداية يكسب رزقه من أعمال متفرقة بما في ذلك العمل كجزار وإدارة إحدى المقاهي، ومع مرور الوقت تم تعيينه مشرفا على الكوشر.
وأضاف المصدر أن بيرتس أصبح عنوانا لأعضاء الطائفة في مختلف الأمور، حيث اعتاد خلال السنوات الأخيرة على السفر نحو باريس من وقت لآخر كممثل للذبح وشؤون الكوشر، وهو العمل الذي يتلقى مقابله راتبا جيدا، ما يظهر براعته في إخفاء الحقيقة طوال 18 عاما.
وكان بيريتس قد ظهر سنة 2006، حينما كان يبلغ من العمر 43 عاما، أمام محكمة منطقة الناصرة، حيث حضر جلسة اتفاقية الإقرار بالذنب التي وقعها مع مكتب المدعي العام للمنطقة الشمالية بعد اعترافه بالاعتداء الجنسي على فتاتين، وبحسب لائحة الاتهام المقدمة ضده، فإنه اعتدى على إحداهن أولا عندما كانت تبلغ من العمر 7 سنوات، واستمر في ارتكاب أفعال مخلة بالآداب معها حتى بلغت 13 عاما، وفي بعض الحالات تسبب لها في إصابات، بينما كانت الضحية الثانية قاصرة أيضا عندما ارتكب أفعالا غير لائقة معها.
وحاول بيريتس في البداية نفي التهم الموجهة إليه، كما فعل عندما استجوبته الشرطة كمشتبه به، غير أنه أدرك خلال المحاكمة أن الأدلة ضده قوية، وعندما وصلت شهادة أحد المشتكين في المحكمة إلى مراحلها النهائية، وافق المتهم على التوقيع على اتفاق إقرار بالذنب، غير أن المدعية في القضية المحامية شريت مزراحي طالبت بالحكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات وإلزامه بدفع تعويضات للمشتكين.
وقال المصدر نقلا عن شخص كان على اتصال مع بيرتس خلال السنوات المذكورة "أدرك مردخاي أنه ليس لديه ما يخسره، فجلس وخطط للهروب بالتفصيل، لقد أدرك أنه إذا بقي في البلاد، فلن يقضي سنوات في السجن فحسب، بل سيكون أيضا هدفا للأذى من قبل السجناء الذين لا يتسامحون مطلقا مع إيذاء الأطفال، ناهيك عن الإيذاء الجنسي، لقد كان خائفا حقا من السجن".
وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة "ماكو" أن بيرتس نجح في دخول المملكة عبر استعمال جواز سفر مزور حصل عليه بمساعدة أحد كبار المجرمين جنوب إسرائيل، مضيفا :"أقدر أن عددا قليلا جدا من الناس كانوا يعرفون سر هروبه من البلاد، وأولئك الذين عرفوا أقسموا ألا يخبروا أحدا، حتى الشرطة، فهو لم يخش ولو للحظة أن تأتي الشرطة أو النيابة العامة لملاحقته، وهو ما حدث طيلة السنوات الماضية، حيث ظل أفراد الأسرة والأصدقاء على اتصال به، حتى أنه فتح صفحة على الفيسبوك ونشر فيها صوره، لعله يشعر بقدر كبير من الحماية".
وقال مصدر في الشرطة؛ "لم نعرف قضية هروب بيريتس إلا مؤخرا، ونحن نحقق في الأمر من أجل إحضاره إلى إسرائيل وتقديمه للمحاكمة، حيث ورغم عدم وجود اتفاقية تسليم مع المغرب، إلا أن لدينا علاقات جيدة مع سلطات إنفاذ القانون هناك، وإذا نجحنا في تحديد مكانه، فمن الوارد جدا أن يتم ترحيله إلى إسرائيل لقضاء عقوبته".
0 تعليق