العنف المدرسي: ظاهرة مقلقة تتطلب حلولًا جذرية.

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

محمد بنوي

قرأت يوم الجمعة في إحدى المنابر الإخبارية خبرًا يتعلق باعتداء أحد الأطر الإدارية في مؤسسة تعليمية على تلميذ داخل فضاء المؤسسة، مما أدى إلى فقدان وعيه ودخوله في غيبوبة استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. نتمنى له الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى مقاعد الدراسة.

لا أريد ذكر اسم المؤسسة أو المدينة التي وقعت فيها هذه الحادثة المؤلمة، تجنبًا لأي نوع من التشهير، وانطلاقًا من مبدأ أتمسك به، وهو أن المهم هو دراسة الظواهر والسلوكيات وليس التركيز على الأشخاص أو المؤسسات. فالهدف هو تحليل السلوك البشري والمساهمة في ترسيخ مبادئ احترام كرامة الإنسان، وضمان سلامته الجسدية والنفسية.

1- أنواع العنف داخل الفضاء المدرسي

رغم تعدد أشكال العنف المدرسي (اللفظي، النفسي، والجسدي)، فإن العنف البدني يظل الأكثر انتشارًا، ويحدث بين مختلف الفاعلين داخل المدرسة، سواء بين التلاميذ أنفسهم، أو بينهم وبين المدرسين والإداريين، أو حتى بين أولياء الأمور والأطر التربوية والإدارية.

2- أسباب العنف

تناول علم النفس ظاهرة العنف كسلوك بشري يصدر عن أشخاص يعانون من ضغوط نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية، قد تتحول إلى اضطرابات تدفعهم إلى ممارسة العنف، سواء بوعي أو بدون وعي، كرد فعل على ظروف قاسية مروا بها. وغالبًا ما لا يتم الانتباه لهذه الحالات أو الاعتراف بها، مما يحولها إلى مشكلات مستعصية تتطلب تدخلًا طبيًا وعلاجيًا جادًا.

3- مقترح لمعالجة الظاهرة

العنف داخل المؤسسات التعليمية غالبًا ما يكون امتدادًا للعنف الأسري والاجتماعي، إلا أن صدوره عن فاعل تربوي مسؤول عن تربية الناشئة هو أمر غير مقبول إطلاقًا. ورغم كونه سلوكًا استثنائيًا وليس قاعدة، فإنه يجب التعامل معه بجدية، ليس فقط عبر العقوبات أو الاعتذارات، بل من خلال مقاربة علاجية وتربوية.

على الوزارة الوصية أن تتبنى استراتيجيات فعالة للكشف المبكر عن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات قد تؤثر على سلوكهم داخل المدرسة، وعرضهم على مختصين في الطب النفسي لتقييم مدى أهليتهم لمزاولة مهامهم التربوية. فإذا تبين أن حالتهم لا تسمح بذلك، يجب إيجاد مهام أخرى تناسبهم، حفاظًا على سلامتهم وسلامة التلاميذ وزملائهم.

خاتمة

لقد آن الأوان، ونحن في القرن 21، ومع التقدم العلمي والطبي، أن نولي اهتمامًا أكبر لظاهرة العنف المدرسي وتأثيرها على صحة الإنسان وتوازنه النفسي. لا يمكن تحقيق مجتمع منتج ومتقدم دون أفراد يتمتعون بصحة نفسية وجسدية جيدة، مما يستدعي تبني حلول وقائية وعلاجية فعالة لمواجهة العنف في المدرسة والمجتمع على حد سواء.

أخبار ذات صلة

0 تعليق