محمد بنوي
كل يوم يقدم لنا العالم الافتراضي مجموعة من المعطيات عن رواده وزواره من خلال ما يتم التعبير عنه بالصوت والصورة بحيث أصبح بإمكان أي متصفح أن يطلع على محتويات مختلفة تلامس كل مجالات الحياة الفكرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية، وهذا مايؤدي إلى تدفق المعلومة بسرعة فا على المتلقي في اي مكان وزمان وبكل لغات العالم بشكل لم يكن متاحا من قبل بهذه الكيفية .
لكن الأمر مع هذه التكنولوجية الرقمية الحديثة لا يقتصر على هذا المستوى الراقي والرفيع من هذا المنتوج الفكري والمغرفي، بل يتعداه إلى نشر وتصوير مايدخل ضمن خانة الحياة الخاصة للافراد التي تبقى ملكية خاصة لكل شخص لا يدخلها الا من يشارك في تلك الحياة بشكل أو بآخر وكذلك اشد المقربين .وهكذا أصبح الإتصال الرقمي مفتوحا للجميع لكي يتكلم و يكتب ويصور ما يشاء دون قيود .فماكان مستحيلا اوصعبا على البعض أن يبوح به أو أن يفعله في الواقع المعيش أصبح بإمكانه الان ان يرسله دون خجل واحراج إلى درجة لا يستطيع معها تقدير كل المخاطر والعواقب التي قد تؤدي إليها تلك "المغامرة الرقمية " فكل واحد وجد "ضالتة" في هذا العالم الافتراضي المغري والجذاب .وهكذا بإمكان اي متتبع أن يصدر حكمه على هذا الشخص أو ذاك من خلال اطلالته على هذا الفضاء الأزرق وأن يتعرف على جانب أو جوانب من شخصية ذلك الزائر الذي لا مفر منه ،فتظهر لك جميع أنماط الشخصية التي تحدث عنها علماء النفس والاجتماع والتربية .
واخيرا يمكن أن نتساءل كيف يمكن للانسان العاقل،المفكر والاخلاقي الذي يعيش في عالم واقعي وحقيفي ان يتحكم في هذا العالم الافتراضي الذي صنعه بنفسه ؟
0 تعليق