سوق الأثاث يتوسع فى العمولة والتدوير والتقسيط

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

شهد سوق الأثاث تحولا نوعيا فى سلوك المستهلكين، مدفوعا بالزيادات السعرية، وتراجع القدرة الشرائية.

ودفعت هذه التحولات، المستهلكين إلى اعتماد نماذج بديلة، تمثلت فى الاتجاه إلى الأثاث المصنع حسب الطلب (بالعمولة)، أو اللجوء إلى إعادة تدوير الأثاث القديم والمستعمل، ما يعكس إعادة صياغة لأولويات الإنفاق، بحثا عن التوازن بين الجودة والتكلفة.

وأثبتت تجارب عدد من المستهلكين هذه التوجهات الجديدة بوضوح، إذ أكدت منى عبد العزيز، موظفة إدارية، أنها اتجهت إلى تصنيع صالون بنظام “العمولة”، بعد أن تجاوزت أسعار الأثاث الجاهز قدرتها الشرائية.

وأضافت، أنها تمكنت من تنفيذ الصالون داخل ورشة محلية بمبلغ 22 ألف جنيه، فى حين أن نفس التصميم كان يباع فى المعارض الكبرى بأكثر من 40 ألف جنيه، مشيرة إلى أن الفارق يجعل العميل يتحكم فى الخامة والحجم والسعر بما يتناسب مع ميزانيته.

وقال يوسف عوض فني ديكور: ” بعض الشركات تتجه لإعادة تدوير الأثاث، بمعنى أنها تأخذ قطعة مستعملة وتعيد تصميمها، وهو ما يقلل التكلفة بنسب كبيرة.”

فمثلاً ترابيزة السفرة الجديدة يمكن أن يبلغ متوسط سعرها 18 ألف جنيه. لكن بإعادة التدوير ودهان سفرة قديمة وإعادة تنجيد الكراسي، ستتكلف 7 أو 8 آلاف جنيه فقط.

حبشي: الأسعار قفزت 40 – 60%.. والورش أرخص من المعارض

من جانبه، قال طارق حبشي رئيس غرفة صناعة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات ، إن موجات التضخم وارتفاع أسعار المواد الخام أثرت بشكل مباشر على القوة الشرائية للمستهلك، إذ أصبح المواطن أكثر حرصا فى قرارات الشراء، ويركز على الأساسيات قبل الكماليات، حتى أن كثيرا من الأسر أصبحت تؤجل قرار شراء الأثاث أو تبحث عن بدائل أقل تكلفة.

وأضاف لـ «البورصة»، أن المعارض الكبرى تأثرت بالركود، خصوصا تلك التى تعتمد على الفئة المتوسطة من المستهلكين. وثمة تراجع ملحوظ فى حجم المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما دفع بعض المعارض لتقديم عروض تقسيط أو تخفيضات لجذب العملاء.

أوضح حبشي، أن الأسعار شهدت ارتفاعا تراوح بين 40 – 60% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أسعار الخامات سواء المستوردة أو المحلية، بالإضافة إلى زيادة تكاليف التشغيل والنقل، وهذا التغير جعل السوق أكثر حساسية وأثر على حجم الطلب.

أضاف أن المستهلكين وجدوا فى الورش الصغيرة بديلا يوفر لهم مرونة فى التصميم وتكلفة أقل مقارنة بالمعارض الكبرى، إذ تقدم الورش أسعارا تنافسية لأنها غالبا تعمل بنظام الطلب المباشر، وبالتالى تختصر كثيرا من هوامش الربح والتكاليف الإضافية.

ولفت إلى أن الفارق بين تكلفة الموبيليا فى المعارض و”العمولة” قد يتراوح بين 20 – 30%.

فالمعارض تتحمل أعباء التشغيل من الديكور، والتسويق، والعمالة، بينما الورش تعتمد على الطلب المباشر دون مصاريف إضافية كبيرة، وهو ما ينعكس على السعر النهائي للمستهلك.

قال حبشي، إن الشركات بدأت تتبنى استراتيجيات جديدة لتواكب هذا التغير مثل إطلاق خطوط إنتاج اقتصادية تناسب الفئة المتوسطة، أو التوسع فى البيع عبر الإنترنت لتقليل التكلفة، كما ظهرت شراكات مع منصات تسويق رقمية للوصول للمستهلك مباشرة دون وسيط.

وأضاف أن الغرفة تعتبر الورش الصغيرة عصب الصناعة، ودورها أساسي فى تلبية احتياجات السوق .. لذلك تركز على رفع وعي أصحاب الورش بأهمية تطوير منتجاتهم ومواكبة التصميمات الحديثة، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتمكين الحرفيين من استخدام تقنيات وأساليب إنتاج أكثر كفاءة، وخلق قنوات تواصل مباشرة بينهم وبين الشركات الكبرى والموردين، لضمان وصول الخامات والتقنيات بشكل أفضل، بالإضافة إلى دعم الورش فى التسويق لمنتجاتها سواء عبر المعارض المتخصصة أو المنصات الرقمية.

عسل: هامش ربح الشركات يقع تحت ضغط شديد لا يتجاوز 5% 

وقال ناصر حسين عسل، رئيس مجلس إدارة شركة عسل للأثاث، إن السوق يعانى من حالة تباطؤ شديدة وصفها بأنها “أقل من المتوسط”، مرجعا ذلك إلى انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع أسعار المنتجات النهائية.

وأضاف لـ «البورصة»، أن الشركة كانت تعتمد بنسبة 90% على التصدير، واضطرت للتحول إلى السوق المحلي بعد تراجع الطلب الخارجي لصعوبة المنافسة.. لكن حالة الركود امتدت إلى الداخل ، مما أدى إلى وجود فائض فى الإنتاج مقارنة بالمبيعات.

ولفت عسل، إلى أن أسعار الأثاث فى الوقت الحالي تغطى تكلفة الإنتاج، موضحا أن هامش الربح يقع تحت ضغط شديد لا يتجاوز 5% فى بعض الحالات، رغم ارتفاع أسعار الخامات، والأجور.

الطرابيلي: العملاء يبحثون عن جودة تصنيع مناسبة وسعر مقبول 

وقال محمد عبده الطرابيلي رئيس مجلس إدارة مصنع الطرابيلي للأثاث، إن السوق يشهد نشاطا ملحوظا فى طلبات التصنيع بـ «العمولة»، لا سيما من قبل العملاء الذين يمتلكون تصورا واضحا عن التصميم والمقاسات، ويبحثون عن جودة تصنيع مناسبة وسعر أقل مقارنة بالأثاث الجاهز فى المعارض.

وأضاف لـ«البورصة»، أن الإقبال على شراء الأثاث الجاهز من المعارض الكبرى تراجع مؤخرا، فى مقابل انتعاش مبيعات الورش والمشروعات الصغيرة، مشيرًا إلى أن المستهلك بات أكثر حرصا على اختيار المصنع أو الورشة بعد التحقق من سابقة الأعمال وجودة التشطيب قبل تنفيذ الطلب.

وأوضح الطرابيلي ، أن فارق السعر بين «العمولة» والموجود فى المعارض قد يصل إلى 30% أو أكثر، إذ تدور أسعار الصالونات حول متوسط 35 – 45 ألف جنيه، فى حين تعرض القطع نفسها فى بعض المعارض بأسعار تتراوح بين 70 – 80 ألف جنيه لنفس المستوى من التشطيب والخامات.

ولفت إلى أن الشركة تشارك فى المعارض التابعة لجهاز تنمية المشروعات مما يتيح الوصول المباشر للعملاء، وبيع المنتجات بأسعار أقل من المعارض الخاصة، موضحا أن نحو 70% من تعاملات المصنع باتت تتم من خلال الإنترنت، وهو ما سهل الوصول لشرائح جديدة من العملاء.

وأوضح، أن المصنع يعتمد على استراتيجية الإنتاج المباشر والتعامل مع العميل النهائي، ما يجنبه أعباء الوساطة التجارية ويمنحه مرونة فى التسعير.

علي: نتوسع في التقسيط المصرفي لتنشيط المبيعات

وقال حسين علي، صاحب مصنع الحسين للأثاث، إن الشركة تعمل على توسيع قاعدة العملاء من خلال آليات التقسيط المصرفي بالتعاون مع عدد من البنوك العاملة فى السوق، خاصة خلال فترات العروض التى تقام ضمن معارض الأثاث الكبرى، معتبرًا أن هذه الخطوة أسهمت بشكل واضح في تحفيز قرارات الشراء وزيادة المبيعات بنسبة ملحوظة خلال العام الحالى.

أضاف أن منتجات «العمولة» لا تزال تحتفظ بجاذبيتها لدى شريحة واسعة من المستهلكين، موضحا أن أسعار الأنتريه العمولة تبدأ من 30 ألف جنيه، فيما تتراوح أسعار “الركنة” بين 25 – 40 ألف جنيه، وفقًا للتصميم والخامات المستخدمة.

ولفت إلى أن سوق الأثاث لم يعد مرهونا فقط بالإنتاج ، بل يعتمد على التسويق الذكي والتواصل المباشر مع العميل، وتقديم خيارات مرنة فى السداد.

زهرة: نتعامل مباشرة مع العميل لتفادى أعباء الوساطة التجارية 

وقال علي زهرة، صاحب مصنع كوليكشن للأثاث، إن المصنع بدأ يفتح المجال أمام العميل لاختيار التصميم واللون والمقاس المناسب له، موضحا أن العميل اليوم بات أكثر وعيا ويميل للتعامل مع المصنع مباشرة، خصوصا إذا توفرت له فرصة رؤية عينات من العمل على أرض الواقع، ما يعزز ثقته فى المنتج النهائى.

أضاف أن غالبية المستهلكين ممن يلجأون إلى الشراء بالعمولة لا يفعلون ذلك فقط لتقليل التكلفة، بل للحصول على مقاسات تتوافق مع المساحات المتاحة لديهم، وهو ما لا توفره القطع الجاهزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق