توقع محللون أن يواصل قطاع الملابس الجاهزة تسجيل معدلات نمو قوية، خلال الفترة المقبلة، مدعوماً ببرامج إعادة الهيكلة الجارية للقطاع، وفروق العملة، وانخفاض تكلفة الإنتاج، مقارنة بالأسواق المنافسة.
قال عبدالحميد إمام، رئيس قسم البحوث بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، إنَّ مصر تنفذ حالياً عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق لصناعة المنسوجات والملابس، تبدأ من التوسع فى زراعة الأقطان، خاصة القطن طويل التيلة، مروراً بإنشاء مصانع ومحالج جديدة.
وأضاف أن إعادة الهيكلة ستسهم فى خفض الاعتماد على المواد الخام المستوردة، بما يعزز تنافسية الصناعة المصرية أمام الأسواق الكبرى مثل تركيا والصين.
وتابع «إمام»، أن المؤشرات الحالية تعكس أن القطاع سيشهد طفرات كبيرة، خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهو ما سينعكس على أداء الشركات التابعة للقطاع، سواء المدرجة بالبورصة أو غير المدرجة.
وأوضح أن نمو صادرات القطاع سينعكس إيجاباً على توسع أرباح الشركات ونتائج أعمالها، مشدداً على أن توافر الدولار وانخفاض أسعار الفائدة سيؤديان إلى خفض التكلفة التشغيلية، ومن ثم القدرة على تقديم أسعار أكثر تنافسية.
وسجلت صادرات كونكريت فاشون، بنهاية الربع الأول من العام الجارى، نحو 26.1 مليون دولار، مقابل 24.5 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2024، بزيادة 7%.
كما حققت «كابو» نمواً فى صادراتها بنسبة 2% لتصل إلى 2.9 مليون دولار، خلال أول ثلاثة أشهر من العام الجاري، مقارنة بـ2.5 مليون دولار فى الفترة نفسها من العام الماضى.
ووفقاً لبيانات المجلس التصديرى للملابس الجاهزة، قفزت صادرات القطاع، خلال النصف الأول من العام الجارى، بنحو 25% لتسجل 1.608 مليار دولار، مقابل 1.283 مليار دولار فى النصف الأول من 2024.
من جانبه، قال عمرو الألفى، رئيس قطاع الإستراتيجيات بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إنَّ صادرات الملابس الجاهزة شهدت نمواً ملحوظاً، خلال الربع الأول من 2025؛ نتيجة فروق تقييم العملة بعد التعويم؛ إذ انعكست الإيرادات بشكل أوضح عند تحويلها إلى الجنيه.
وأضاف «الألفى» أن الشركات الأكثر اعتماداً على التصدير هى الأكثر استفادة من تحركات العملة، خاصة أن نسب التصدير تمثل وزناً أكبر فى هيكل إيراداتها، لافتاً إلى أن انخفاض سعر الدولار محلياً لا يزال عند مستويات لا تؤثر سلباً بشكل جوهرى على تنافسية المنتج المصرى.
وأكد أن التقييم الأدق لأداء القطاع سيظهر بشكل أوضح مع صدور نتائج الربع الثانى من العام الجارى.
وقال منصف مرسى، المحلل الاقتصادى، إنَّ الدول المنافسة فى المنطقة بقطاع الملابس تواجه عدة تحديات مثل: ارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة تكلفة العمالة، وصعوبة توفير المواد الخام، وهو ما منح مصر ميزة تنافسية واضحة.
وأشار إلى أن مرونة سعر الصرف، وتحسين بيئة الاستثمار، وانخفاض أسعار الفائدة، تلعب دوراً رئيسياً فى دعم القطاعات التصديرية، وجذب المزيد من الاستثمارات.
فى السياق نفسه، قال هيثم فهمى، خبير سوق المال، إنَّ هناك عدة عوامل تدعم جاذبية مصر فى قطاع الملابس الجاهزة، أبرزها انخفاض تكلفة الإنتاج نتيجة تراجع أسعار الطاقة وتوافر العمالة الماهرة؛ حيث يضم القطاع نحو 2.5 مليون عامل، فضلاً عن الموقع الجغرافى الإستراتيجى الذى يقلل من زمن النقل والتكاليف اللوجستية.
0 تعليق