تصاعد أزمة “إير كندا”.. رفض التحكيم يفجر إضراب المضيفين ويهدد قطاع الطيران

البورصة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أوقفت شركة “إير كندا” عملياتها بالكامل صباح اليوم بعدما أعلن أكثر من 10 آلاف مضيف ومضيفة طيران إضرابهم عقب فشل المفاوضات مع الشركة قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق، في خطوة أدت إلى شل حركة السفر وإرباك آلاف المسافرين حول العالم خلال ذروة موسم الصيف.

وأكد هيو بويليو، المتحدث باسم نقابة الموظفين العموميين الكندية، بدء الإضراب رسمياً بعد انهيار المحادثات، فيما أعلنت الشركة على الفور تعليق جميع رحلاتها الرئيسية، مع الإبقاء على بعض الخدمات الإقليمية.

ويأتي التصعيد بعد أن رفضت النقابة عرض الشركة بالدخول في تحكيم ملزم بقرار حكومي، وهو ما كانت ستترتب عليه خسارة حقها في الإضراب مقابل تدخل طرف ثالث للفصل في شروط العقد الجديد.

وكانت زيرة العمل الفيدرالية باتي هاجدو تدخلت مساء أمس الجمعة، مطالبة الطرفين بـ”بذل أقصى الجهود للتوصل إلى اتفاق نهائي”، معتبرة أن استمرار الجمود أمر “غير مقبول” ويهدد ثقة الكنديين في الناقل الوطني.

وقالت هاجدو في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي: “من غير المقبول إحراز هذا القدر الضئيل من التقدم. يعول الكنديون على الطرفين لبذل قصارى جهدهما”.
وصرح بوليو، المتحدث باسم النقابة، بأن النقابة عقدت اجتماعًا مع هاجدو وممثلين عن شركة طيران كندا في وقت سابق من مساء الجمعة.

ومن جانبها، صرحت الرئيسة التنفيذية، جولدي هايدر، في بيان: “في الوقت الذي تواجه فيه كندا ضغوطًا غير مسبوقة على سلاسل التوريد الاقتصادية الحيوية، فإن تعطيل خدمات السفر الجوي الوطنية للركاب والبضائع سيُلحق ضررًا فوريًا وواسع النطاق بجميع الكنديين”.

ويؤكد المراقبون أن الإضراب سيؤثر يومياً على نحو 130 ألف مسافر، فيما قد يجد أكثر من 25 ألف كندي أنفسهم عالقين خارج البلاد مع توقف ما يقارب 700 رحلة يومياً.

من جانبها، حذّر مجلس الأعمال الكندي من تداعيات اقتصادية واسعة، داعياً الحكومة إلى فرض التحكيم الإجباري، على غرار ما جرى العام الماضي مع إضراب عمال السكك الحديدية.

وبينما تواصل النقابة الدفاع عن حقها في الإضراب، تصر “إير كندا” على أن عرضها الأخير ــ والذي تضمن زيادة في الأجور بنسبة 38% على أربع سنوات، بينها 8% في السنة الأولى ــ يشكل حلاً عادلاً. إلا أن الموظفين يرون أن العرض لا يلبي الحد الأدنى من مطالبهم المتعلقة بالأجور وظروف العمل.

قدم قسم طيران كندا التابع لاتحاد موظفي القطاع العام يوم الإثنين الماضي اقتراحًا مُعدّلًا بشأن الأجور إلى شركة الطيران، بعد حوالي ثمانية أشهر من المفاوضات معها.

ووفقًا للنقابة، لم ترتفع أجور مضيفات الطيران المبتدئات في طيران كندا إلا بنسبة 10% (3 دولارات للساعة) خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. بالإضافة إلى ذلك، تُصرح النقابة بأن العاملين “لا يتقاضون أجورًا مقابل جزء كبير من وقتهم في العمل، بما في ذلك أثناء إجرائهم فحوصات السلامة الحرجة، والتعامل مع حالات الطوارئ الطبية والسلامة على متن الطائرة، ومساعدة الركاب في الصعود والنزول من الطائرة”، وذلك وفقًا لبيان صحفي صدر في الخامس من أغسطس.

تُظهر بيانات استطلاعات الرأي التي نشرتها النقابة يوم الجمعة أن 88% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع “يعتقدون أنه يجب دفع أجور مضيفات الطيران مقابل جميع المهام المتعلقة بالعمل”، وأن 80% أيدوا “رفع أجور مضيفات الطيران لمواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة”.

يذكر أن “إير كندا” هي أكبر شركة طيران في كندا والناقل الوطني للبلاد، كما أنها عضو مؤسس في تحالف “ستار ألاينس”، أوسع شبكة نقل جوي في العالم.
تقدم الشركة رحلات مباشرة إلى أكثر من 180 مطاراً في كندا والولايات المتحدة، وعلى الصعيد الدولي في ست قارات، وتحمل تصنيف أربع نجوم من “سكاي تراكس”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق