تعمل مجموعة “سيتي جروب” البنكية الأمريكية على التوصل إلى اتفاق غير تقليدي مع أوكرانيا لتمويل عمليات إعادة إعمارها، في إطار مساعي عملاق سوق الأسهم الأمريكية لتعزيز موقعه في واحدة من أكبر فرص التمويل خلال السنوات المقبلة.

ووفقا لمصادر مطلعة نقلت عنها وكالة “بلومبرج” الأمريكية، بدأت “سيتي جروب” التواصل مع المستثمرين منذ أواخر العام الماضي لبحث إمكانية إتمام الصفقة والتي ستسمح لشركة تشغيل شبكة الكهرباء المملوكة للحكومة الأوكرانية بإعادة تمويل جزء من ديونها بشروط أفضل، على أن تُستخدم الوفورات الناتجة في إعادة بناء شبكة الكهرباء التي استهدفتها الهجمات الروسية.

وقالت المصادر إن البنك بدأ العمل على هذا المقترح بعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي، حين كانت الآمال مرتفعة بأن يفي بوعوده الانتخابية لإنهاء سريع للحرب الروسية على أوكرانيا، إلا أن اهتمام المستثمرين ظل متباينا في ظل بيئة متغيرة بسرعة داخل أوكرانيا، خصوصا مع استمرار روسيا في تصعيد هجماتها رغم جهود ترامب المتكررة لإنهاء الحرب.

وبحسب “بلومبرج”، يعكس إصرار “سيتي جروب” على المضي قدما في طرح الصفقة رغم حالة عدم اليقين، مدى حرص البنك على التواجد في ملف إعادة إعمار أوكرانيا، والذي تقدر البنك الدولي تكلفته بنحو 524 مليار دولار بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي دمرت الاقتصاد الأوكراني والمدن الرئيسية..ورفض كل من “سيتي جروب” وشركة الكهرباء الأوكرانية ووزارة الطاقة الأوكرانية التعليق على الأمر، وفقا لـ”بلومبرج”.

وأطلقت “سيتي جروب” على الصفقة اسم “مقايضة الدين مقابل إعادة الإعمار”، لتكون الأولى من نوعها التي يرتبها بنك استثماري، ولتمثل أيضًا دخول البنك سوق “مقايضات الدين لأهداف الاستدامة” التي دخلتها بالفعل مؤسسات كبرى مثل “جيه بي مورجان”، و”ستاندرد تشارترد”، و”ميتسوبيشي يو إف جي” العام الماضي.

وأفادت المصادر لـ”بلومبرج”، أن “سيتي جروب” كانت تستهدف صفقة تتراوح قيمتها بين 750 مليون إلى مليار دولار حتى مايو الماضي، ويُذكر أن “سيتي جروب” هو البنك الأمريكي الوحيد الذي حافظ على استمرار عملياته في أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، حيث يقدم خدماته لنحو 500 عميل في البلاد، بينهم الحكومة الأوكرانية.