اهتزّت مدينة باربسترو الإسبانية بعد تسجيل تفشٍ واسع لبكتيريا السالمونيلا بين مئات المشاركين في مهرجان سومونتانو، عقب تناولهم وجبات من شرائح الخبز المغطاة بالطماطم المهروسة. ووفق السلطات الصحية في إقليم أراغون، بلغ عدد المصابين ما لا يقل عن 500 شخص، نُقل 14 منهم إلى المستشفى بينهم ثمانية بالغين وستة أطفال.
وأوضحت الجهات الصحية أن معظم الحالات غادرت المستشفى بعد تلقي العلاج، في حين لا يزال ثلاثة مرضى فقط تحت المراقبة الطبية بسبب معاناتهم من أعراض شديدة مثل الإسهال المفاجئ والتقيؤ الحاد وارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى تقلصات معوية وآلام في العضلات والصداع.
وأظهرت التحاليل أن الطماطم المستخدمة في إعداد وجبة التاباس كانت المصدر المباشر للبكتيريا، بينما لم تُسجل أي إصابات مرتبطة بأطعمة أخرى مثل النقانق أو البطاطس أو الجبن. كما كشفت الفحوص وجود آثار للتلوث على أدوات المطبخ، من بينها شفرات الخلاط والفرشاة المخصصة لدهن الطماطم، مما عزز فرضية انتقال العدوى أثناء التحضير.
في المقابل، أطلقت السلطات المحلية حملة تنظيف وتعقيم شاملة داخل المطعم الذي قُدمت فيه الوجبات الملوثة، وألزمت جميع العاملين بعدم العودة إلى عملهم إلا بعد التأكد من خلوهم من العدوى. كما جرى التخلص من كل مخزون الطماطم المتبقي منعاً لانتقال المرض إلى مناطق أخرى.
وتوصي الهيئات الصحية بالالتزام بالقواعد الأربع للسلامة الغذائية، وهي: التبريد السليم للأطعمة، غسل اليدين والأدوات باستمرار، الطهي الجيد خاصة للحوم والدواجن، وتجنب خلط الأطعمة النيئة بالمطهوة. كما شددت على ضرورة غسل الخضروات والفواكه جيداً وتفادي شرب المياه غير المعالجة.
وتُعد السالمونيلا من أكثر مسببات التسمم الغذائي شيوعاً عالمياً، حيث تظهر عادة في اللحوم والدواجن النيئة والبيض والخضروات غير المغسولة. ورغم أن معظم الحالات تستمر من يومين إلى سبعة أيام ولا تشكل خطراً على الحياة، إلا أن الفئات الهشة مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة المنخفضة تبقى معرضة لمضاعفات خطيرة تصل إلى التهابات في الدم أو المفاصل. وتشير بيانات المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض إلى أن المملكة المتحدة سجلت أكثر من 10 آلاف إصابة بالسالمونيلا خلال عام 2024، وهو أعلى معدل خلال العقد الأخير.
0 تعليق