تُعد السوفرولوجيا من أبرز التقنيات الحديثة التي أثبتت فعاليتها في مواجهة اضطرابات النوم والتفكير المفرط ليلاً، وهي حالة يعاني منها كثيرون حيث تتزاحم الأفكار والتوترات الذهنية قبيل النوم، ما يُصعّب الاسترخاء والخلود إلى الراحة. وتقوم السوفرولوجيا، التي ابتكرها الطبيب ألفونسو كايسيدو، على مزيج من تقنيات التنفس، الحركة الذهنية، والتأمل الواعي، مستمدة من علوم الأعصاب واليوغا.
وتبرز فعالية السوفرولوجيا بشكل خاص في التخفيف من التوتر المزمن وتحسين جودة النوم، من خلال تمارين بسيطة مثل "مسح الجسم"، الذي يركز على استرخاء كل عضو من الجسم تدريجياً، وتقنيات مثل "التوتر والاسترخاء" و"شد الكتفين" التي تعمل على تفريغ الشحنات العصبية من الجسم. وتُمارَس هذه التمارين بانتظام، إما نهاراً لخفض التوتر، أو ليلاً لتحضير الجسم والعقل للنوم.
علاوة على ذلك، تقدم السوفرولوجيا تمارين ذهنية تساعد على تهدئة الذهن، كتصور فقاعة حماية تحيط بالجسم لطرد الأفكار السلبية، أو تخيل سيناريو ناجح لأحداث تقلق الشخص، ما يخفف من التوتر الليلي ويعزز الطمأنينة النفسية. ويُعد "تحديد النية" أحد أبرز تمارينها، إذ يساعد في توجيه العقل الباطن نحو أهداف إيجابية قبل النوم، مما يهيّئ الذهن لحالة من الاتزان والسكينة.
في ظل ازدياد وتيرة التوتر في الحياة اليومية، تمثل السوفرولوجيا وسيلة طبيعية وعملية لإعادة التوازن بين العقل والجسد، وتعزيز جودة النوم دون الحاجة إلى أدوية، وهي تقنية باتت معتمدة في عدة أنظمة صحية أوروبية لما أثبتته من نتائج فعّالة في تحسين الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.
0 تعليق