زادت مساحات زراعة الأرز في مصر بشكل ملحوظ خلال هذا العام، حيث بلغت المساحات المزروعة نحو 2 مليون و300 ألف فدان، مع توقع إنتاج يقترب من 8.5 مليون طن، وهو أعلى مستوى إنتاجي خلال أكثر من عقدين. هذا النمو غير المسبوق في زراعة الأرز يعكس تحسنًا كبيرًا في قطاع الأرز المصري، مع توسع ملموس في المساحات وإنتاج قياسي يلبي حاجة السوق المحلية والدولية.

زيادة مساحات زراعة الأرز في مصر وتحقيق إنتاج قياسي

أكد مصطفى السلطيسي، نائب رئيس شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب، أن موسم زراعة الأرز لهذا العام شهد ارتفاعًا استثنائيًا في المساحات المزروعة، متجاوزًا الإنتاج المعتاد الذي يتراوح بين 6.5 و7 ملايين طن سنويًا. يعود هذا التوسع إلى تزايد الطلب المحلي البالغ نحو 4 ملايين طن سنويًا، ما دفع المزارعين لمضاعفة المساحات المزروعة. يبدأ موسم الزراعة في مايو، ويستمر الحصاد من أغسطس حتى نهاية أكتوبر، مع بدء تسويق الأرز من نوفمبر في مضارب الأرز. يعكس هذا التوسع في المساحات وزيادة الإنتاج قدرة مصر المتنامية على توفير كميات أكبر من الأرز وتعزيز تنافسيتها في السوق الداخلية.

أسعار الأرز الجديد مقابل القديم وتأثير نسبة الرطوبة على السوق المصري

تشهد أسعار الأرز في السوق المحلي تقلبات بين الأرز الجديد والقديم، حيث يتراوح سعر طن الأرز الجديد (العريض) بين 16 و16.5 ألف جنيه، بينما يُباع الأرز القديم بسعر أعلى يتراوح بين 17 و17.2 ألف جنيه للطن. يعزى ارتفاع أسعار الأرز القديم إلى انخفاض نسبة الرطوبة فيه، مما يعزز جودته وقيمته السوقية، ويدفع المستهلكين إلى تفضيله في بعض الأحيان. وبحسب توقعات الخبراء، سيشهد المعروض من الأرز زيادة خلال الموسم الحالي، ما يجعل أسعار الأرز مرتبطة بشكل مباشر بمعدلات الطلب والاستهلاك المحلي. وتلعب جودة المحصول ونسبة الرطوبة دورًا رئيسيًا في تحديد تذبذب الأسعار.

المناطق الرئيسية لزراعة الأرز في مصر وتطور صادرات الأرز المضروب

ترتكز زراعة الأرز في عدة محافظات مصرية ذات التربة الخصبة والموارد المائية الوفيرة، من بينها الإسكندرية، البحيرة، الغربية، كفر الشيخ، الدقهلية، دمياط، الشرقية، الإسماعيلية، وبورسعيد. وعلى الرغم من استمرار حظر تصدير الأرز، شهدت صادرات الأرز المضروب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 55.7% خلال أول خمسة أشهر من العام الحالي، حيث بلغت قيمتها 23.66 مليون دولار مقارنة بـ 15.19 مليون دولار في نفس الفترة من العام السابق، مما يدل على الطلب المتزايد على الأرز المصري بالخارج.

تشير هذه البيانات إلى ارتفاع في مساحات وزراعة الأرز يدعم تحسن إنتاج المحصول في مصر، مما يؤثر إيجابيًا على الأسواق المحلية والخارجية رغم القيود على التصدير، إلى جانب مرونة السوق التي تتأثر بالعوامل التالية:

• تغير معدلات العرض مقابل الطلب
• جودة المحصول وخاصة نسبة الرطوبة
• التوجهات التسويقية داخل مصر وخارجها

هذا يفرض على المزارعين والتجار ضرورة متابعة السوق بشكل مستمر لضمان استغلال الفرص المتاحة وتحقيق الاستفادة القصوى من هذا النمو النوعي في قطاع الأرز المصري.