عام دراسى جديد.. فرصة لتجديد العزيمة وتحقيق الأهداف

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تحقيق: شيخة النقبي

مع بداية كل عام دراسي جديد يعيش الطلاب وأولياء الأمور مزيجاً من الحماس والقلق، لذا فإن الاستعداد المبكر، نفسياً وصحياً وتنظيمياً، هو المفتاح لانتقال سلس من أجواء الإجازة إلى المدرسة، ويؤكد تربويون ومعلمون أن الاستعداد الأمثل يبدأ بالانضباط والالتزام واحترام أنظمة المدرسة، إلى جانب التهيئة النفسية للطالب ليستقبل المدرسة بروح إيجابية، شددوا على أهمية تنظيم الوقت وتجهيز المستلزمات ومراجعة الدروس السابقة وتحديد الأهداف، إضافة إلى ضرورة التوازن بين الجانب الأكاديمي والمشاركة في الأنشطة التربوية واللامنهجية التي تصقل شخصية الطالب وتغرس فيه المسؤولية والانتماء.

يشكل احتواء أولياء الأمور لمشاعر القلق التي تنتاب الأبناء الأيام الأولى للدراسة، عاملاً أساسياً لنجاح بقية العام الدراسي، وقالت فاطمة الصرايرة، متخصصة في علم النفس، إنه مع بداية العام الدراسي يعيش الكثير من الطلاب وأولياء الأمور مشاعر متباينة بين الحماس والقلق من الناحية النفسية، لذا فإن التهيئة المبكرة تساعد على انتقال سلس من أجواء الإجازة إلى روتين المدرسة، وترتيب جدول النوم.

النوم والاستيقاظ


نصحت فاطمة الصرايرة بعودة الأبناء تدريجياً إلى مواعيد النوم والاستيقاظ المدرسية، وضرورة تحدث أولياء الأمور معهم عن الجوانب الإيجابية في المدرسة، مثل لقاء الأصدقاء وتعلم أشياء جديدة، وهو ما يخفف من التوتر ويزيد من الحافز.
أما على الصعيد الاجتماعي، فقد أكدت أن تشجيع الطلاب على التواصل مع زملائهم قبل بدء الدراسة يعزز الشعور بالانتماء، كما يُستحسن أن يشارك الطالب في تجهيز أدواته المدرسية، لأن ذلك يرفع من دافعيته ويمنحه إحساساً بالمسؤولية، وعلى الأهل أن ينصتوا لأبنائهم ويدعموهم دون مبالغة في التوقعات، والتواصل مع الأخصائي النفسي في المدرسة في حال أن الطالب لديه قلق أو رهاب اجتماعي لوضع خطة علاجية.
أما فؤاد المرسومي، مدير مدرسة خاصة، فأكد أن الاستعداد الجيد للدراسة يبدأ من الانضباط والالتزام، فالمدرسة وفرت كل الترتيبات الإدارية والتنظيمية، ليكون الطلاب قادرين على التركيز والإنجاز، وعليهم أن يتحلّوا بالجدية منذ اليوم الأول، بالالتزام بالحضور المبكر، والمحافظة على الزي المدرسي، واحترام أنظمة المدرسة التي وضعت لخدمتهم.
وأكد أن نجاح العام الدراسي يعتمد على تعاون الطلاب مع الهيئة الإدارية والتعليمية، لذلك يجب على الطلاب الاستعداد النفسي والذهني، وتجهيز أدواتهم المدرسية، والحرص على مراجعة الدروس أولاً بأول، كما أن إدارة المدرسة تضع بين أيدي الطلاب كل وسائل الدعم والإرشاد، وذكّر أن العام الدراسي الجديد ليس مجرد بداية تقليدية، بل هو فرصة لتجديد العزيمة وتحقيق أهداف جديدة، وأن إدارة المدرسة وضعت خططاً للأنشطة التربوية والبرامج اللامنهجية التي تساعد الطلاب على تنمية مهاراتهم وصقل شخصياتهم، حيث إن الطالب المتوازن هو الذي يجمع بين التفوق الأكاديمي والمشاركة الإيجابية في المجتمع المدرسي.

استعداد أمثل


حددت المعلمة هديل سامي، أساليب الاستعداد الأمثل للعام الدراسي الجديد، وهي تنظيم الوقت وتعويد النفس على النوم المبكّر والاستيقاظ النشيط، ليأتوا إلى المدرسة بكامل حيويته، وتجهيز الأدوات وإحضار كل ما يحتاجون من دفاتر وأقلام وألوان، حتى يستفيدوا من كل دقيقة داخل الصف، وتهيئة النفس واستقبال المدرسة بروح إيجابية، فهي المكان الذي نتعلم فيه ونكبر فيه ونبني مستقبلنا، ومراجعة ما سبق وتخصيص بعض الوقت لمراجعة الدروس الأساسية التي تعلموها في العام الماضي، حتى يسهل عليهم البدء بقوة، وتحديد الأهداف والتفكير ب«ما الذي أريد أن أحققه هذا العام؟» قد يكون تحسين الخط، أو التفوق في الرياضيات، أو المشاركة بفاعلية أكبر في الصف، والالتزام بالسلوك القويم والتعاون مع الزملاء، وتبادل الاحترام مع المعلمين فالأخلاق جزء من النجاح.
فيما قالت المعلمة نادية وليد، إنه مع بداية العام الدراسي الجديد يقبل الطلبة بحماس ودافعية على العودة إلى مقاعد الدراسة، فيستعدون استعدادًا جادًا يعكس وعيهم وحرصهم على التفوق، فيقومون أولاً بتنظيم أوقاتهم ووضع خطة يومية فعّالة تساعدهم على الموازنة بين الدراسة وفترات الراحة، كما يحرصون على تجهيز مستلزماتهم المدرسية من كتب وأدوات، والمحافظة على المظهر اللائق الذي يعكس انضباطهم.
ولفتت إلى أن الاستعداد النفسي عنصر مهم لتحقيق النجاح، إذ يستقبل الطلبة عامهم بتفاؤل وطموح، واضعين أهدافاً منشودةً يسعون لتحقيقها، ولا يقل الاستعداد الصحي أهمية، حيث يحرصون على النوم الكافي وتناول غذاء متوازن يمنحهم الطاقة والتركيز، وبهذه الخطوات يبدؤون عامهم بروح إيجابية ورغبة في التفوق والنجاح ويجعلون منه مرحلة مميزة من الجد والاجتهاد والإنجاز.

صقل المواهب


يرى تربويون أن الأسبوع الأول في الدراسة ليس مجرد بداية لمقاعد وصفوف، بل بداية لرحلة وطنية وثقافية، فهي اللحظة التي يلتقي فيها الحلم بالواقع، لتُكتب سطور جديدة في مسيرة الوطن، جيل بعد جيل.
وقالت المعلمة بوليت يامين: «قال الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن التعليم هو الطريق لنهضة الأمة وتقدمها»، ومن هذا المبدأ الخالد تنطلق مسيرة العودة إلى المدارس كل عام، لتكون أكثر من مجرد بداية دراسية، بل بوابة لتعزيز الانتماء، وصقل المواهب، وبناء جيل يحمل الراية نحو المستقبل».
وأوضحت أن الطلاب يبدؤون عامهم الجديد بقلوب مفعمة بالتساؤلات والآمال، أما أولياء الأمور فيأملون أن تكون المدارس فضاءً يوازن بين المعرفة والهوية، بين الإنجاز الأكاديمي وبناء الشخصية، ويمنح أبناءهم الثقة والمسؤولية، وتتهيأ المدارس لفتح أبوابها بروح جديدة، حيث تتداخل المعرفة مع قيم الانتماء، في رحلة يتعلم فيها الأبناء أن التعليم ليس مجرد دروس، بل هو هوية تُعاش ورسالة تُترجم في حياتهم اليومية.

أنشطة تعليمية


قالت المعلمة عائشة السيد، إن المدرسة هي بيتنا الثاني، وفيها نصنع مستقبلًا يليق بروح الاتحاد وطموح الإمارات نحو الريادة، وحرصت على تهيئة البيئة الصفية لتكون مكاناً آمناً ومريحاً يعزز روح التعاون والتفاعل بين الطلاب، وأكدت أنها تؤمن بأهمية بناء الثقة مع الطلاب منذ اللحظة الأولى، لذلك تحرص على استقبالهم بابتسامة وكلمة طيبة، تشعرهم بالأمان والقبول، كما أن استعدادها لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يشمل الدعم النفسي والتربوي، لتكون لهم معلماً وموجهاً وشريكاً في رحلة التعلم طوال العام.
ويقع على أولياء الأمور دور مهم في تهيئة الأبناء نفسياً وعملياً عبر إشراكهم في تجهيز المستلزمات، وتعويدهم على النوم المبكر، ومراجعة مبسطة للمواد الأساسية، وتشجيعهم على استقبال المدرسة بروح متفائلة، إلى جانب الاهتمام بالجانب الصحي بتنظيم الغذاء وتقليل وقت الأجهزة الإلكترونية، والحوار مع الأبناء والاستماع لمشاعرهم حول العودة للمدرسة، مما يعزز ثقتهم وحماسهم لبداية ناجحة.
وقالت ولية الأمر علياء المرزوقي، إنه مع بداية كل عام دراسي تحرص على تعويد أبنائها على النوم المبكر والاستيقاظ باكراً حتى يتهيؤوا لنظام المدرسة، كما تجهز لهم مستلزماتهم الدراسية وتخصص وقتاً يومياً قبل بدء الدراسة بأيام لمراجعة القراءة والكتابة بطريقة مبسطة، حتى يستعيدوا نشاطهم الذهني، كما تتحدث معهم عن المدرسة بشكل إيجابي، مذكرة إياهم بالمواقف الجميلة التي عاشوها ليذهبوا إليها بروح مرتاحة ومتحمسة.
فيما تركز مريم محمد، ولية أمر، على الجانب النفسي بالجلوس مع ابنتها ومعرفة مشاعرها تجاه العودة إلى المدرسة، وتوضح لها أن الدراسة مرحلة أساسية لتحقيق أحلامها، كما تحرص على تنظيم غذائها ونشاطها اليومي، وقبل يوم المدرسة تجهز ملابسها وتخطط معاً للفطور الصحي، وهذا يمنحها إحساساً بالمسؤولية وفرحة ببدء العام الدراسي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق