نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين التقاليد والابتكار.. أين شريكة الحياة؟, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:52 صباحاً
نشر بوساطة فهد الأحمري في الرياض يوم 07 - 04 - 2025
أتلقى العديد من الرسائل من فتيات وشباب تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين، يعبرون عن رغبتهم لتناول موضوع تأخر الزواج في مقالاتي.
الفتيات، بشكل خاص، يشاركن مخاوف عميقة تتعلق بفوات قطار الزواج، خاصة عندما يقتربن من الأربعين. هذه المخاوف تتجلى في قلقهن من الوحدة وضغوط المجتمع وتوقعات الأهل.
بينما تكون رسائل الشباب أقل عددا، فهم يظهرون مخاوف أقل حيال هذا الملف، مما يعكس اختلافات في التصورات والتحديات التي يواجهونها.
من الواضح أن "الشيك العُمري" للرجل مفتوح، على الأقلّ في بيئتنا، غير أن المعضلة الحقيقية تواجه المرأة، التي يراها المجتمع كزهرة تبدأ في الذبول عند بلوغها مرحلة معينة.
تعكس هذه النظرة المجتمعية قيودا قاسية، حيث ينظر إلى المرأة من خلال عدسة الزمن، مما يؤثر على ثقتها بنفسها ويزيد من ضغوطات الحياة الاجتماعية.
هذه التصورات تحتاج إلى إعادة تقييم، لتظهر أن القيمة الإنسانية لا تقاس بالعمر، بل بقيم معرفية وسلوكية وأخلاقية فضلاً عن القدرة على الحب والعطاء في أي مرحلة من مراحل الحياة والذي تتفوق المرأة في هذا الجانب.
لكنني أدرك أن تناول هذا الموضوع بالطريقة التقليدية قد يكون صعبا، خاصة أنه تم تناوله كثيرا منذ عقود ولم تظهر حلول جذرية مبتكرة. لذلك، أرى أهمية البحث عن مبادرات وأساليب جديدة في الطرح، لتقديم منظور مختلف.
أقدّر جهود الهيئات والجمعيات المعنية وأشيد بأصوات وكتابات المهتمين وأشد على أيديهم بمواصلة الجهود وتوظيف المراكز البحثية لتولي هذا الملف لخدمة البناء الأسري وأمنه المجتمعي في وطننا الحبيب.
وفي هذه المساحة، أودّ أن أسرد تلخيصا لقصص واردة قد تلهم الأمل، وتسهم في طرح أسئلة تعزز التفكير النقدي حول المفاهيم المجتمعية المتعلقة بالزواج، مما يساعد على تقديم رؤية أكثر شمولية وواقعية تجاه هذا الملف.
قصة رجل في الأربعين من عمره، قرر أن يتبع شغفه في السفر، وأثناء رحلاته التقى بعائلة من وطنه في بلد بعيد وقدم لهم خدمة ما أظهرت شهامته ونبله في السفر -والسفر يسفر عن أخلاق الرجال، كما هو المثل- ثم أصبحت ابنتهم المسافرة مع أهلها، شريكة حياته فيما بعد، مما يبرز كيف يمكن للحياة أن تأخذنا إلى أماكن لم نتوقعها.
حكاية الفتاة التي ركّزت على تطوير مهاراتها المهنية، ونجحت في بناء مسيرة مهنية مبهرة، ثم وجدت شريك حياتها في مكان غير متوقع، مما أظهر أن النجاح الشخصي يمكن أن يجذب الشريك المناسب.
كما تظهر قصة فتاة قررت أن تكرس عمرها لمدة طويلة في التحصيل العلمي الداخلي والخارجي، واستثمرت في نفسها من خلال التعليم والسفر، لتكتشف أخيرا أنها في حاجة لشريك يشاركها نفس القيم والتوجهات مما يسلّط الضوء على أهمية التوافق الفكري والعاطفي.
من خلال هذه القصص يمكننا أن نرى أن الحياة مليئة بالفرص المفاجئة، وأن النجاح والشغف يمكن أن يقودا إلى علاقات نزيهة مثمرة، وبالتالي لعلنا نعيد النظر في المفاهيم التقليدية حول الزواج وأن نشجع على تبني رؤى جديدة، داخل إطار القيم المجتمعية، تعزز من قيمة أفراد المجتمع في أي مرحلة من مراحل حياتهم.
* بصيرة:
هل يمكن للتقنيات الجديدة، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ابتكار حلول تخدم ملف تأخر الزواج بطريقة تعزز الروابط الإنسانية وتعكس القيم المجتمعية مع مراعاة الثقافات المجتمعية؟
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق