الأراجيف ملاقيح الفتن

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأراجيف ملاقيح الفتن, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:52 صباحاً

الأراجيف ملاقيح الفتن

نشر بوساطة علي السرحاني في الرياض يوم 07 - 04 - 2025

2126289

تعد الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة بذورًا وسببًا في نشوء الفتن وانتشارها بين الناس وهي من أخطر السلوكيات التي تهدد السلم المجتمعي إذ ينتج عنها زعزعة الأمن والاستقرار المؤدي إلى الخوف والقلق الممنهج وهو ما يعرف بالإرجاف فيصبح بعد ذلك من الصعب التمييز بين الحقيقة والباطل، مما يؤدي إلى انتشار الشك وانعدام الثقة بين الأفراد والجماعات. قال صاحب اللسان: (والمرجفون في المدينة هم الذين يُولّدون الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب الناس بقصد إحداث البلبلة وخلخلة الأمن ونشر أخبار السوء). حتى قالوا (الأراجيف ملاقيح الفتن) قلتُ: والمقولة: تنسب لعلي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- لكني لم أجدها فيما تحت يدي من كتب تنسب إليه، وقد تصدت الأنظمة في المملكة العربية السعودية لكل ما يغدي الإرجاف ويدعو إليه إذ يُجرَّم نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تمس النظام العام أو الأمن العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة. ووفقًا للمادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، يُعاقَب كل من يرتكب هذه الجرائم بما يلي: السجن مدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة مالية تصل إلى ثلاثة ملايين ريال سعودي ومصادرة الأجهزة والأدوات المستخدمة: في ارتكاب الجريمة. وقد أكدت النيابة العامة أن هذه العقوبات تشمل كل من أعدَّ أو أرسلَ أو خزّنَ الشائعات عبر الشبكة المعلوماتية، وكذلك كل من حرَّض أو ساعد أو اتفق على ارتكاب هذه الجريمة. وهنا أحيي إمارة منطقة القصيم التي بدأت ندوات محاربة الإرجاف ففي عام 2016، نظّمت بالتعاون مع نادي القصيم الأدبي ندوة بعنوان «الإرجاف: المفهوم الشرعي والأثر الاجتماعي». رعى الندوة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، وشارك فيها عدد من العلماء والمختصين. واستمرت هذه الندوات في السنوات اللاحقة، حيث عُقدت ندوة أخرى في ديسمبر 2022 بعنوان «الإرجاف: المفهوم والأثر الاجتماعي»، بمشاركة أعضاء من هيئة كبار العلماء وعدد من المختصين. وفي يناير 2025، نُظّمت النسخة الثالثة من الندوة بعنوان «الإرجاف وسبل مواجهته»، تهدف هذه الندوات إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الإرجاف والشائعات، ومناقشة السبل الكفيلة بمواجهتها من منظور شرعي واجتماعي وأمني. لذا فإن الوسائل المضادة للإرجاف تتمثل في التحقق من الأخبار قبل تصديقها أو نشرها وعدم الانجرار وراء العواطف والمبالغات مع ضرورة نشر الوعي حول خطورة الإشاعات بالإضافة إلى اللجوء إلى المصادر الموثوقة فقط. الإرجاف سلاح خطير يستخدمه المغرضون لهدم المجتمعات وتفتيت وحدته ولا تقل خطورته عن الحروب التقليدية والإرهاب، فكلاهما يسعى إلى تقويض أمن المجتمع ماديًا ومعنويًا، لذا يجب التصدي له بالحكمة والوعي ولا شيء غير ذلك.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق