رجال الأمن صناع الأمان

سعورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رجال الأمن صناع الأمان, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 01:04 صباحاً

رجال الأمن صناع الأمان

نشر بوساطة عبد الرحمن المرزوقي في الوطن يوم 08 - 04 - 2025

1163343
في بلادنا منظومة أخلاقية رائعة متفق عليها غير مدونة. تجد التواصل بين أفراد المجتمع مبنيًّا على أخلاقيات عربية مترسخة في نفوسهم. الذي شدني أكثر هو أخلاقيات رجال الأمن السعوديين، عندما تجدهم يُقَدِّمون الرحمة في التعامل مع المواطنين. هناك تفاهم أخلاقي عجيب غير منطوق بين أفراد المجتمع السعودي حكومةً وشعبًا. وهذا الأمر نادر جدًّا أن يحدث في العالم.
لدي أصدقاء من رجال الأمن الأوفياء الذين يفتخرون دائمًا بعملهم من أجل حماية هذا البلد المبارك. أستمع إليهم أحيانًا وأنا أشعر بالفخر معهم. يحكون لي قصصًا وتضحيات قد تؤثر في حياتهم، لكنهم يقفون صامدين في لحظة أخلاقية يضحون فيها بكل شيءٍ من أجل الوطن. أحد أصدقائي منهم دائمًا ما يحكي لي كمية التعاطف التي يحملها تجاه الحالات التي تمر به، ويقف معهم أحيانًا فوق طاقته. يحكون لي وكأنهم لا يرغبون في المعاقبة قبل الرحمة والتعاطف.
في رمضان، يأتي رجال الأمن من كل المدن السعودية لخدمة ضيوف الرحمن. يتكبدون عناء السفر والترحال البعيد من أجل صناعة الأمان لجميع زوّار بيت الله. يستلمون المهمات لساعات طويلة تحت الشمس، كي ينام المقيمون جميعهم بأمان وسلام. كلما أنظر إلى رجل أمن يعاني من أجلي ومن أجل عائلتي، أشعر بالفخر الكبير، وأود أن أشكره دائمًا. قيمة الأمن والأمان والسلام المطمئن لا يشعر بعظمتها إلا من فقدها. لذلك، رجل الأمن السعودي بالنسبة لي فخر عظيم، وأفخر أكثر بأصدقائي الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل حماية البلد والمواطنين والمقيمين، وزرع الأمان في نفوسهم.
كانت أمي تردد دائمًا منذ صغرنا عندما نمر من أي نقطة أمنية: «الله يديم الأمن والأمان». ربطت الأمن والأمان برجل الأمن بشكل مباشر، وتشعر بالسلام الكامل عندما تمر عليهم. ودائمًا ما تحدثنا عن هذه النعمة بعد عبورنا من نقطة الأمن. تقول: «يا ولدي، هذه النعمة محد لاقيها، إحنا في خير محد حاس فيه إلا اللي فقده». كنت في صغري لا يستوقفني هذا الحديث، لكن عندما كبرت، أدركت عمق هذا التذكير الذي كانت تعيده علينا أمي دائمًا، وتربطه برجال الأمن. أدركت أننا نعيش وسط رجال يحمون بمبدأ أخلاقي عميق، ويضحون من أجل وطنهم وأهلهم وناسهم بكل طاقتهم فقط من أجل الوطن.
استقبلنا العيد ونحن آمنون، ونضحك بين أهالينا ونحن مطمئنون، إنها لنعمة عظيمة. لا أحد يستطيع أن يتهجم علينا أو يجبرنا على شيء في هذا البلد المبارك. كل من زار السعودية ذكر لنا هذه النعمة التي نعيشها، والتي يجب أن نحمدها ونعي أهميتها، ونقدّر رجال الأمن خير تقدير. حتى كثير من اللاعبين المحترفين الذين عاشوا في المملكة، أغلبهم يذكر أنه وجد أمنًا وأمانًا لم يجده من قبل. يقول أحد اللاعبين إنه في السعودية يستطيع أن يمشي آخر الليل بكل طمأنينة، ولا يخاف على نفسه؛ لأنه قادم من بلاد أمريكا الجنوبية، التي فيها كثير من العصابات الخطرة.
أشكر كل رجل أمن في هذا البلد العظيم شكرًا خاصًّا من قلبي إلى قلوبهم، ودعوة أمي هديتي إليهم، لا تغيب أمي عن الدعاء لهم دائمًا. وأقول لهم:
نحن نقدر هذه النعمة التي صنعتموها من أجلنا، ونحترم كل ما تقومون به من أجلنا، وتتحملون الغالي والنفيس فوق طاقاتكم من أجل أن نعيش نحن في رغد وأمان وطمأنينة، هنيئًا لنا بكم.
في الختام، أود التنبيه إلى أن كلمة «رجل أمن» هنا مجاز لغوي، إذ إن المسمى يشمل النساء والرجال الذين يحمون الوطن والمواطنين.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق