نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماكرون يرد على رسالة نتنياهو ويدعوه للكف عن "الهروب القاتل" نحو الأمام في غزة, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 11:01 مساءً
ردّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، برسالة رسمية على رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان قد أبدى فيه قلقه من "الارتفاع المقلق لمعاداة السامية في فرنسا"، واتهم ماكرون نتنياهو بالاستغلال السياسي لـ"معاداة السامية".
ونشرت رسالة ماكرون عبر صحيفة (لوموند) الفرنسية التي أشارت إلى أن نتنياهو بعث برسالته في 17 آب/ أغسطس وجعلها علنية قبل أن تصل إلى الإليزيه، وهو ما دفع ماكرون إلى إعلان أنه سيجعل بدوره رده علنيًا "من أجل وضوح النقاش".
وأكد ماكرون في رسالته أن "مكافحة معاداة السامية لا يمكن أن تكون موضوعًا للاستغلال ولا يجب أن تغذي أي خلاف بين إسرائيل وفرنسا". وأضاف أن حماية اليهود الفرنسيين من معاداة السامية "هي أولوية مطلقة منذ اليوم الأول لتوليه المنصب".
وأشار ماكرون إلى أن جميع أجهزة الدولة الفرنسية منخرطة في هذه المهمة، مشدّدًا على أن "هذه المسؤولية تقع على عاتق فرنسا وحدها". واستحضر ماكرون من تموز/ يوليو 2017، عندما تبنّى علنًا التعريف الذي يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
وقال ماكرون: "كانت تلك المرة الأولى التي يذهب فيها رئيس للجمهورية الفرنسية إلى هذا الحد، وأنا أتحمل ذلك بشكل كامل". وشدد على أن هذا الملف "لا يجب أن يخضع لأي تلاعب، خصوصًا في وقت نشهد فيه استغلالًا لصراع لا يخص فرنسا لكنه يضر بأمن مواطنيها".
واعتبر الرئيس الفرنسي أن "اتهامات التقاعس" التي ساقها نتنياهو ضدّ فرنسا في مجال مكافحة معاداة السامية تشكّل "إهانة" للبلد بأكمله، داعيا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الكفّ عن "الهروب القاتل نحو الأمام" في إطار الحرب على غزة.
وفيما شدد ماكرون على ضرورة عدم تسييس جهود معاداة السامية، وأضاف مخاطبا نتنياهو "أدعوكم رسميا إلى الكفّ عن الهروب القاتل وغير القانوني إلى الأمام في حرب دائمة في غزة تعرّض بلدكم للمهانة وتضع شعبكم في طريق مسدود، وإلى التوقف عن إعادة استيطان الضفة الغربية غير القانونية وغير المبرّرة".
كما حذّر ماكرون نتنياهو قائلاً: "احتلال غزة، الترحيل القسري للفلسطينيين وتجويعهم، نزع إنسانيتهم وخطاب الكراهية إلى جانب ضم الضفة الغربية، لن تجلب النصر لإسرائيل أبدًا. على العكس، هذه الخطوات ستزيد عزلتكم الدولية وتغذي من يستخدمونها ذريعة لمعاداة السامية".
وأضاف: "الفلسطينيون لن يختفوا من الأرض التي تعود جذورهم إليها. لا أحد يمكنه أن يفهم كيف يمكن لإسرائيل أن تحقق رغبتها في البقاء ديمقراطية كبرى ووطنًا قوميًا لليهود عبر هذه السياسات". وشدد على أن هذه السياسات ستُعتبر "انتصارًا لأولئك الرافضين الاعتراف بإسرائيل كصديقة وحليفة وشريكة موثوقة، كما يجب أن تكون، وكما نريد لها أن تكون".
وعرض ماكرون على نتنياهو الانضمام إلى ما وصفه بأنه "فرصة تاريخية": "أقترح أن نعمل معًا، ومع كل الشركاء الدوليين، من أجل تحقيق سلام دائم لكم ولشعبكم وللمنطقة بأسرها. إطار موثوق لإنهاء الأزمة في غزة في متناول اليد، ووقف إطلاق النار ممكن. أي طريق آخر يمكنكم أن تعرضوه على حلفائكم وعلى شعبكم؟".
وقال ماكرون مخاطبا نتنياهو إن حركة حماس "تسعى لدفعكم إلى قرارات لا عودة عنها، تبقيها على قيد الحياة وتجر إسرائيل إلى مستقبل من الحرب الدائمة".
كما كشف ماكرون عن تفاصيل عملية داخلية في فرنسا قائلاً: "خصصنا 15 ألف شرطي لحماية المؤسسات اليهودية منذ السابع من أكتوبر 2023"، لكنه أوضح أن "التعريف الرسمي لمعاداة السامية لا يمكن أن يعفي إسرائيل من المسؤولية عن السياسات التي تنتهجها في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية".
وختم الرئيس الفرنسي رسالته بالتأكيد: "فرنسا ستكون دائمًا صديقة لإسرائيل والفلسطينيين، وباسم هذه الصداقة، ندعوكم إلى الخروج من دوامة التصعيد القاتل وغير القانوني للحرب الدائمة في غزة، ووقف الضم غير الشرعي وغير المبرر للضفة الغربية، والاستجابة إيجابًا ليد الشركاء الدوليين الممدودة للعمل من أجل مستقبل من السلام والأمن والازدهار لإسرائيل وللمنطقة بأسرها".
وكان نتنياهو قد كتب في رسالة إلى ماكرون، الأسبوع الماضي، "أنا قلق من الارتفاع المقلق لمعاداة السامية في فرنسا ومن غياب التحرك الحاسم من جانب حكومتكم لمعالجتها. في السنوات الأخيرة ضربت معاداة السامية مدن فرنسا، ومنذ تصريحاتكم العلنية التي هاجمت إسرائيل وأشارت إلى الاعتراف بدولة فلسطينية – تفاقمت هذه الظاهرة".
وأضاف نتنياهو: "نداءاتكم للاعتراف بدولة فلسطينية تؤجج نار معاداة السامية. إنها تكافئ إرهاب حماس، وتقوّي رفضه لإطلاق سراح الأسرى، وتشجع من يهددون يهود فرنسا، وتغذي كراهية اليهود التي تجتاح شوارعكم".
0 تعليق