ريم الهاشمي.. امرأة تجيد «صناعة الأمل في أوقات عصيبة»

مصر النهاردة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ريم الهاشمي.. امرأة تجيد «صناعة الأمل في أوقات عصيبة», اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 11:05 مساءً

في كتابها «عندما تتحرك الرمال: قصة إكسبو دبي - صناعة الأمل في أوقات عصيبة»، الصادر باللغة الإنجليزية، تتحدث وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، عن مسيرة حافلة بالتحديات والتعلم، حيث جمعت بين دورها القيادي البارز ومسؤولياتها العائلية، وتروي قصة التحديات الدولية والشخصية التي واجهتها أثناء قيادتها لفريق عمل قدّم أحد أكثر الأحداث الدولية إبداعاً في هذا القرن، الحدث الذي جمع العالم وأتاح للمرة الأولى منصة متكافئة لجميع الدول المشاركة.

قصة نجاح تنبع من قلب العالم العربي، يتحدى الكتاب الصور النمطية والأحكام المسبقة عن المنطقة، ويقدم رؤية ملهمة للنساء والفتيات في المنطقة وخارجها، ويسلط الضوء على منظور أكثر تفاؤلاً للعلاقات الدولية في زمن يشهد تحولات وتغيرات عالمية عديدة، كما يستعرض الكتاب السياق الأوسع لدور الإمارات، ليس فقط في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى مثل «إكسبو» و«COP»، لكن أيضاً كوسيط بين الدول وبلد رائد في الجنوب العالمي.

لا يمكن قراءة كتاب «عندما تتحرك الرمال: قصة إكسبو دبي - صناعة الأمل في أوقات عصيبة»، مجرد قراءة عابرة، إذ يعيد الكتاب تشكيل تصور القارئ عن الإيمان بالفكرة، وليس فقط توثيقاً لمحطات مفصلية في رحلة «إكسبو 2020»، بل صفحات حية لتلك اللحظات التي يختلط فيها الإصرار بالشك، والحلم بالواقع، والرؤية بالمسؤولية، مع تلك المساحات الإنسانية في النص - التحديات، لحظات الانكسار، ثم الوقوف مجدداً بثبات، قيمته الكبرى تكمن في الإلهام والتحفيز الإنساني، كنموذج يُحتذى بشكل منهجي، وهو رسالة «إكسبو 2020 دبي».

يجد القارئ نفسه في العديد من الصفحات يقرأ بعينه وقلبه.. سردٌ رصين، بسيط في ظاهره، عميق في أثره، بأسلوب صريح وجريء ينقل الكتاب القارئ بين مختلف المحطات بدءاً من الاستعداد للترشح لاستضافة المعرض وحتى إغلاق المعرض لأبوابه.. توظيف موضوعي للجانب الإنساني وهذا الجانب ليس عاطفة منفعلة، بل ناضجة، متزنة، ترافق القارئ لا لتبهره، بل لتجعله يرى العالم من داخل التجربة لا من خارجها.

عمق الكتاب وأثره يجعلان القارئ في تساؤل مستمر، ويدفعانه ويحفزانه نحو البناء والمستقبل، وسط الاضطرابات التي عصفت بالعالم، تلك اللحظات التي تحرّكت فيها الرمال فعلاً.. حين بدا أن الحلم مهدد أمام التحديات من الجائحة العالمية، إلى التوترات السياسية، إلى ضيق الوقت، إلى ثقل التوقعات.. ومع ذلك تنهض الحكاية، لا كقصة نجاح إماراتية فقط، بل كحالة إنسانية تؤمن بالتعاون والتكاتف والقدرة على جمع العالم تحت سقف واحد.

في الفصل الأخير من كتابها المؤثر «عندما تتحرك الرمال: قصة إكسبو دبي - صناعة الأمل في أوقات عصيبة»، تكشف وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المسؤولة عن قيادة ملف استضافة إكسبو 2020، ريم الهاشمي، جانباً إنسانياً قلّما يُروى في قصص النجاح الرسمية، جانباً يمسّ المرأة، والأم، والقيادية التي شقت طريقها لإنجاح أكبر حدث عالمي انطلق بعد الجائحة، بينما كانت تعيش تحولات الأمومة وتحدياتها.

قدرات أبناء الوطن

تتحدث ريم الهاشمي عن الدور الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أولاها والفريق العامل معها كل الثقة انطلاقاً من إيمانه بقدرات أبناء الوطن نساءً ورجالاً مطلقاً العنان لإبداعاتهم وابتكاراتهم، وغارساً فيهم روح التحدي، كانت رؤيته وتوجيهاته بمثابة البوصلة التي وجهت الفريق، مشيرة إلى أن قيادة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة لفريق إكسبو، كان لها كبير الأثر حيث تمت الاستفادة من خبرته الكبيرة وقدرته على التخطيط الاستراتيجي، حيث أشرف سموه على جوانب العمل كافة، ووفر للفريق الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق أهدافه بكفاءة واقتدار.

تحديات وتعلم

تروي ريم الهاشمي كيف جاء تولّيها مسؤولية ملف إكسبو بعد زواجها بفترة قصيرة، وبين الحمل ورعاية ثلاثة أطفال، إذ لم تتوقف، بل واصلت العمل، وتقول: «عندما أُوكلت إليّ مسؤولية قيادة ملف إكسبو، كنت متزوجة حديثاً.. وبحلول الوقت الذي فتح فيه إكسبو أبوابه للعالم كنت أماً لثلاثة أطفال دون سن العاشرة».

وفي كتابها تقص الهاشمي حكاية مسيرة حافلة بالتحديات والتعلم، حيث جمعت بين دورها القيادي البارز ومسؤولياتها العائلية، وتضيف: «عندما أنظر إلى الماضي أجد أني قد قضيت جزءاً كبيراً من تلك الفترة إمّا حاملاً، أو مرضعاً، أو أمّاً لأطفال صغار.. أتمنّى لو أنني منحت نفسي وقتاً أكبر لأدرك معنى أن أكون أمّاً».

أمهات أخريات

وفي لحظة مصارحة، تقول الهاشمي إنها ربما، من دون قصد، قد تكون صعّبت المهمة على أمهات أخريات كنّ يرين فيها نموذجاً يجب تقليده، وتستطرد: «هذا شيء ربما كنت سأفعله بشكل مختلف الآن، وسأقول لأي شخص يفكر في كيفية تحقيق التوازن الصحيح: لا تنسَ العناية بنفسك وبالناس الذين تحبهم».

مشاعر الغياب

تشارك الهاشمي مشاعر الغياب عن تفاصيل وأحداث في حياة أطفالها معزية النفس بأنها كانت تعمل لما فيه خير أبناء بلدها كلهم، بمن فيهم أبناؤها، وتضيف لاحقاً: «أخذت أطفالي ليروا موقع إكسبو أثناء بنائه، لأنني كنت أرغب في أن يفهموا ما الذي تفعله والدتهم، لكن فقط عندما رأوا إكسبو نفسه، وهو مكتظ بالناس، أعتقد أنهم شعروا بفخر كبير بما كنت أقوم به، بالنسبة لهم، كانت نهاية إكسبو تعني عودة والدتهم إلى البيت».

وتمضي قائلة «إن كان هناك ما قد أرغب في تغييره، فهو أنني لو استمتعت بوقتي أكثر قليلاً.. إذا أُتيحت لي فرصة ثانية في مثل هذه المرحلة من حياتي، فسأحاول الاستمتاع بها أكثر».

أعرف نفسي

ومع ذلك، تؤكد قناعتها بطريقها واختياراتها، قائلة: «لو خُيّرت، فسأتخذ القرارات نفسها مرة أخرى، لأنني أعرف نفسي، وأعرف أن تلك كانت أعظم فرصة في حياتي لأقوم بشيء بهذه العظمة. إنها تجربة نادرة ورائعة أن تُمنح الفرصة لتلعب دورك وترى إلى أي مدى يمكنك الوصول».

وتشير الهاشمي إلى أن أعظم شعور هو تقديم النفع للآخرين «لا توجد فرحة أو رضا أعظم من أن تكون مفيداً للآخرين، في أي مجال من مجالات الحياة نجد أنفسنا فيه، وكان خوفي أن أندم إذا لم نستغل فرصة إكسبو على أكمل وجه».

لحظة فارقة

وفي مقطع مؤثر من الكتاب، تستحضر الهاشمي لحظة فارقة في يونيو من عام 2013، حين كانت الحملة الدبلوماسية للترشح واستضافة إكسبو قد بلغت مرحلتها الحاسمة، فبينما كانت تستعد لآخر عرض تقديمي أمام المكتب الدولي للمعارض في باريس، لم تكن تفصلها سوى أيام عن ولادة طفلها الأول.

وتقول: «إنه بحلول ذلك الوقت كنا قد أمضينا عاماً ونصف العام في الحملة الدبلوماسية، كان من المقرر أن يجتمع مندوبو المكتب الدولي للمعارض في باريس للمرة الأخيرة قبل التصويت في نوفمبر، كانت هذه هي فرصتنا الأخيرة لكسب الدول المترددة في التصويت، وقد صقلت أنا وفريقي العرض التقديمي الذي سنقدمه، كل الترتيبات للزيارة كانت في مكانها، لكن كان هناك عائق واحد فقط، كنت حاملاً، وبعد 39 أسبوعاً كان من الممكن أن يولد طفلي الأول في أي لحظة».

وتضيف: «اضطررت، فعلياً، للعمل على شد تركيز فريق عملي على المهمة المطروحة، بدلاً من حالتي الجسدية.. كان الحمل يرهقني، وكنت قلقة على صحتي».

مسيرة من التفاصيل

في كتابها «عندما تتحرك الرمال: قصة إكسبو دبي - صناعة الأمل في أوقات عصيبة»، تتحدث ريم الهاشمي، المسؤولة عن قيادة ملف استضافة إكسبو 2020، عن مسيرة حافلة بالتفاصيل منذ التحضيرات الأولية للترشح للحدث العالمي وحتى إغلاق إكسبو لأبوابه في مارس 2022، وتروي الهاشمي قصة التحديات الدولية والشخصية التي واجهتها أثناء قيادتها لفريق عمل قدّم أحد أكثر الأحداث الدولية إبداعاً في هذا القرن، الحدث الذي جمع العالم وأتاح لأول مرة منصة متكافئة لجميع الدول المشاركة.

وتقول الهاشمي بكلمات مستلهمة من التجربة، إن «درس إكسبو هو أنه إذا تمكّنا من التمسك برؤية لمستقبل قائم على المساواة بين الشعوب والأمم، وعلى الشراكة، والشمولية، والانفتاح على الأفكار الجديدة؛ وإذا سعينا للاستفادة من جميع قدرات الدول الكبيرة والصغيرة»، مضيفة أنه «قبل التصويت النهائي كانت رسالتنا الأخيرة هي أن منطقتنا تستحق فرصة تنظيم هذا المعرض العالمي العظيم، وأن بلدنا مستعد لاستضافته، وأننا ملتزمون بإقامة أفضل معرض إكسبو في التاريخ».


أول إكسبو في الشرق الأوسط

في الفترة من أكتوبر 2021 إلى مارس 2022، استضافت دولة الإمارات «إكسبو 2020 دبي»، أول إكسبو دولي يُقام على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا منذ انطلاق معارض إكسبو العالمية في عام 1851، ورغم التحديات الهائلة، بما في ذلك جائحة كوفيد، التي تسببت في تأخير الافتتاح لمدة عام، نجح إكسبو في استقطاب ما يقارب 25 مليون زائر، وابتكار نموذج للتنمية المستدامة، واستضافة 192 دولة مشاركة، في سابقة في تاريخ معارض إكسبو العالمية.

ريم الهاشمي:

. أخذت أطفالي ليروا موقع «إكسبو» أثناء بنائه، لأنني كنت أرغب في أن يفهموا ما الذي تفعله والدتهم.

. إن كان هناك ما قد أرغب في تغييره، فهو أنني لو استمتعت بوقتي أكثر قليلاً.. إذا أُتيحت لي فرصة ثانية في مثل هذه المرحلة من حياتي، فسأحاول الاستمتاع بها أكثر.

. اضطررت فعلياً للعمل على شد تركيز فريق عملي على المهمة المطروحة، بدلاً من حالتي الجسدية.. كان الحمل يرهقني، وكنت قلقة على صحتي.

. قبل التصويت النهائي كانت رسالتنا الأخيرة هي أن منطقتنا تستحق فرصة تنظيم هذا المعرض العالمي العظيم، وأن بلدنا مستعد لاستضافته، وأننا ملتزمون بإقامة أفضل معرض «إكسبو» في التاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق