نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرنسا تمنع عرض فيلم حول استعمار الجزائر, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 01:58 مساءً
نشر بوساطة ارم نيوز في الشروق يوم 14 - 03 - 2025
أثارت إجراءات فرنسية استهدفت فيلماً وثائقياً، وشخصية صحفية، بعد حديثهما عن فترة الاستعمار، استياءً واسعاً سواء في فرنسا أو الجزائر.
وتراجعت قناة "فرانس 5" عن برمجة بث وثائقي يفضح استعمال المستعمر الفرنسي للسلاح الكيماوي خلال حرب الجزائر، بالتزامن مع منع صحفي من الظهور في محطة تلفزيونية بسبب تشبيهه الاحتلال ب"الفرنسيالنازية".
وبررت القناة الفرنسية، في بيان صحفي، إلغاء الأفلام الوثائقية التي كان مقرراً عرضها، مساء الأحد المقبل، ب"ضرورة التركيز على الأحداث الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا".
وفي حين تم تحديد موعد جديد لبث فيلم إديث بوفييه "سوريا: سقوط عائلة الأسد"، وكان من المقرر عرضه في وقت الذروة على قناة "فرانس 5"، في 23 مارس ، لكن شركة إنتاج الفيلم الوثائقي "الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة"، لم تقدم أي موعد جديد لعرضه.
وهو الوضع الذي أثار ردود فعل في فرنسا وكذلك في الجزائر في سياق توتر العلاقات بين البلدين، حيث يفضح الفيلم استخدام أسلحة كيماوية محظورة بموجب بروتوكول جنيف للعام 1925 في حربها ضد الجزائر من 1954 إلى 1959.
ورداً على ذلك، قرر التلفزيون الجزائري الحكومي بث الوثائقي الذي كشف تنفيذ المستعمر الفرنسي ما بين 8 إلى 10 آلاف عملية قصف بالغاز خلال الحرب.
كما أورد شهادات وأرشيفات شخصية لجنود فرنسيين، ومقاتلين، أو مدنيين جزائريين، نجوا من مجزرة غار بن شطوح في الأوراس الذي تعرض لقصف بالغاز، يوم 22 مارس 1959، حيث كان يتواجد نحو 150 شخصاً من سكان المنطقة.
في المقابل، قرّر الصحفي الفرنسي جون ميشال أباتي، مغادرة إذاعة "أر تي أل"، بعد تعرضه لعقوبة إثر تصريحاته التي تحدث فيها عن استلهام النازية من جرائم فرنسا في الجزائر.
وفتحت هيئة تنظيم الإعلام السمعي البصري (آركوم)، إثر ذلك، تحقيقاً بشأن شهادته.
وأوضح أباتي في منشور مطول على منصة "إكس"، أن "تعليق مشاركته في برامج الإذاعة جاء عقب الجدل الذي أثارته تصريحاته حول الاستعمار الفرنسي للجزائر"، مشيراً إلى أن إدارة القناة أبلغته بتلقيها العديد من الاحتجاجات من المستمعين.
ومع ذلك لقي الصحفي المعروف، الذي تعرض لانتقادات حادة، دعماً واسعاً من شخصيات عديدة على دراية بالواقع التاريخي، بعد تأكيده، خلال مداخلته على إذاعة "أر تي أل" في 25 فيفري أن فرنسا ارتكبت مجازر مماثلة لتلك التي نفذها النازيون في أورادور-سور-غلان العام 1944.
وتساءل أباتي قائلاً: "كل عام، نحيي ذكرى مجزرة أورادور-سور-غلان، حيث قُتل سكان قرية بأكملها. لكن في الجزائر، ارتكبنا نحن الفرنسيون مئات المجازر المشابهة، هل لدينا وعي بذلك؟".
ويرى المؤرخ بنجامين ستورا أن قرار جون ميشال أباتي بمغادرة الإذاعة يبين بوضوح مدى حساسية النقاش حول التاريخ الاستعماري الفرنسي، والصعوبات التي تواجه الإعلاميين عند التطرق إلى هذه القضايا. وأوضح في حوار له مع صحيفة "ليبراسيون" اليسارية، أن هذه القضية ليست مجرد خلاف إعلامي، بل هي مؤشر على حجم التحديات التي يواجهها المؤرخون والصحفيون عند محاولتهم تسليط الضوء على حقائق مزعجة تتعلق بتاريخ الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830-1962). وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجه فرنسا في التعامل مع تاريخها الاستعماري، أشار ستورا إلى أن "إحدى أكبر العقبات التي تمنع الاعتراف الرسمي بجرائم الاستعمار هي أن الاحتلال الفرنسي للجزائر تم تقديمه على أنه مهمة حضارية، وليس باعتباره عملاً عنيفاً هدفه الهيمنة والسيطرة". ولفت إلى أن غياب التمثيل السينمائي لهذا التاريخ المظلم ساهم في تعزيز النسيان الجماعي في فرنسا.
الأخبار
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق