كشف كتاب حديث تفاصيل مثيرة عن محاولة مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، التواصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في ليما بالبيرو عام 2016، وكيف استخدم الرئيس الصيني طاقم حراسته لتفادي أي تواصل بصري بينهما.
سارة وين-ويليامز، المسؤولة التنفيذية السابقة في فيسبوك، روت الواقعة في مذكراتها “أشخاص مهملون” التي نُشرت مؤخراً. وفقاً للمذكرات، خططت وين-ويليامز لإحداث “لقاء عفوي” بين زوكربيرغ وشي من خلال تأمين غرفة تبديل ملابس لزوكربيرغ بجوار غرفة الرئيس الصيني، وترتيب خطابه الرئيسي في القمة قبل خطاب شي مباشرة.
لكن المحاولة باءت بالفشل عندما فوجئ زوكربيرغ بمشهد غير متوقع: “صف طويل من الرجال بزي رمادي موحد، يسيرون بتشكيل منتظم أمامنا. نظر مارك بذهول وفمه مفتوح. استمروا بالمرور، عشرات وعشرات منهم،” كما وصفت وين-ويليامز المشهد.
وأضافت: “كان الأمر يكاد يكون كوميدياً. كلما ظننت أنه لم يعد هناك المزيد، ظهر آخرون.” شكّل الحراس “خطاً فاصلاً لا يمكن اختراقه” بين غرفتي زوكربيرغ وشي، واصفة إياهم بـ “سور الصين البشري”.
“اختفى الرئيس شي خلف الحراس لدرجة أنه لم يضطر حتى للمخاطرة بالتواصل البصري مع مارك،” كتبت وين-ويليامز، مضيفة أن رجال شي تفرقوا بعد دخوله غرفة تبديل الملابس. ليعلق زوكربيرغ محبطاً: “أعتقد أن اللقاء الجانبي لن يحدث”.
تجدر الإشارة إلى أن زوكربيرغ نجح في مقابلة شي في مناسبات أخرى، منها لقاء في سياتل عام 2015 خلال زيارة الرئيس الصيني، حيث تحدث زوكربيرغ باللغة الصينية بالكامل، واصفاً اللحظة بأنها “إنجاز شخصي”. كما التقى به مع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، في جامعة تسينغهوا ببكين عام 2017.
كشفت وين-ويليامز في كتابها عن جهود فيسبوك للدخول إلى السوق الصينية، بما في ذلك استعداد قيادة الشركة لتقديم تنازلات كبيرة، منها السماح لبكين بالتحكم في كيفية وماهية المحتوى المعروض على المنصة.
وفي تعليق على الكتاب، قال متحدث باسم ميتا إن القصص الواردة فيه جاءت من “موظفة أُنهيت خدماتها قبل ثماني سنوات لضعف الأداء”. وأضاف: “نحن لا ندير خدماتنا في الصين اليوم. ليس سراً أننا كنا مهتمين بذلك كجزء من جهود فيسبوك لربط العالم. لكننا اخترنا في النهاية عدم المضي قدماً في الأفكار التي استكشفناها، وهو ما أعلنه مارك زوكربيرغ في 2019”.
وفي خطابه بجامعة جورجتاون عام 2019، اعترض زوكربيرغ على الرقابة المفروضة على المنصات مثل منافسته تيك توك، قائلاً: “أردت تشغيل خدماتنا في الصين لأنني أؤمن بربط العالم بأكمله… لكننا لم نتمكن أبداً من الاتفاق على الشروط، ولم يسمحوا لنا بالدخول”.
وحتى اليوم، تظل منتجات ميتا الأساسية خارج نطاق “جدار الحماية العظيم” الصيني، في حين تدير الصين منظومة مستقلة من تطبيقات التواصل الاجتماعي البديلة مثل Baidu و WeChat و Weibo وغيرها.
بواسطة
Business Insiderتابع عالم التقنية على
0 تعليق