تعيين "بوكان" سفيرا لواشنطن في الرباط.. هل يكون القرار في صالح المغرب أم أنه ورقة ضغط جديدة؟

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

كما تمت الإشارة إلى ذلك في موضوع سابق، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن تعيين "ريتشارد ديوك بوكان الثالث" سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة لدى المغرب، وهو القرار الذي يحمل في طياته بحسب خبراء ومحللين، العديد من الدلالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، في ظل العلاقات المتنامية بين واشنطن والرباط.

وارتباطا بالموضوع، تؤكد تقارير عديدة أن "بوكان" يُعد رجل أعمال بارزًا ومصرفيًا معروفًا، أسس وأدار شركة "هانتر جلوبال إنفستورز" للاستثمارات في نيويورك. كما أنه أحد كبار داعمي الحزب الجمهوري وترامب تحديدًا، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تمويل حملاته الانتخابية عامي 2016 و2020، مشيرة إلى أن تعيينه في المغرب يأتي ليعكس توجه "ترامب" نحو منح حلفائه مناصب دبلوماسية ذات طابع اقتصادي وتجاري، مما يشير إلى أن العلاقات المغربية-الأمريكية ستشهد دفعة قوية في مجالات الاستثمار والتجارة.

في سياق متصل، تشير ذات المصادر إلى أن لـ"بوكان" سبق له أن شغل منصب سفير للولايات المتحدة الأمريكية في إسبانيا وأندورا بين عامي 2017 و2021، ما منحه دراية عميقة بشؤون المنطقة، خاصة وأن إسبانيا تُعتبر فاعلًا رئيسيًا في شمال إفريقيا، ولها ارتباطات وثيقة بالمغرب على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، مؤكدة أن إتقانه للغة الإسبانية سيمنحه ميزة إضافية في التعامل مع الملفات الحساسة ذات الارتباط بالجارة الشمالية للمغرب.

ويعكس اختيار "بوكان" بحسب ذات المصادر، رغبة "ترامب" في تعزيز التعاون الأمني مع المغرب، خاصة في قضايا مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مشددة على أن هذه الملفات تبقى ذات أولوية قصوى في الشراكة بين البلدين، مشيرة إلى أن هذا التعيين يأتي في سياق تعزيز العلاقات العسكرية، حيث يُعتبر المغرب شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في المجال الدفاعي، وهو ما يتجلى من خلال استمرار المناورات العسكرية المشتركة مثل "الأسد الإفريقي".

عدد من الخبراء يروا أن تعيين "بوكان" يحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية هامة، إذ من المتوقع بحسبهم، أن يعمل على تعزيز الاستثمارات الأمريكية في المغرب، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية. وباعتباره مصرفيًا ومستثمرًا، فإن وجوده في الرباط قد يساهم في جذب مزيد من الشركات الأمريكية للاستثمار في المغرب، الذي أصبح بوابة رئيسية نحو الأسواق الإفريقية.

إلى جانب ذلك، تشير ذات المصادر إلى أن تعيين "بوكان" هو إشارة إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لموقف المغرب في قضية الصحراء، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية في 2020، مشددة على أن السفير الأمريكي جديد سيلعب دورًا محوريا في تعزيز الاستثمارات الأمريكية في المنطقة، ضمن استراتيجية دعم التنمية الاقتصادية هناك.

في سياق آخر، يتوقع ذات المهتمين أن يكون هذا التعيين قد جاء في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تعزيز تواجدها في شمال إفريقيا، سيما في ظل التنافس الدولي على المنطقة بين القوى الكبرى مثل الصين وروسيا، مشددة على أن تعيين شخصية ذات خبرة مالية وسياسية في هذا المنصب يشير إلى رغبة إدارة ترامب في تعميق التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق