الإرهاب السوسيوقتصادي

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

محمد شاكري

حين تطالعنا الأخبار بين الفينة و الأخرى عن إحباط محاولات المس بالأمن العام للمغاربة من خلال تفكيك الخلايا الإرهابية و هي في المهد، فلا نملك إلا أن نحيي عاليا المجهود الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في إطار الواجب الوطني.

 هذا الإلتزام بأمن المغاربة لا يوازيه التزام بالسلم الإجتماعي..لعب بالنار يتمثل في تضييق المعيش اليومي للمواطن و الإجهاز على قدرته الشرائية، المواطن الذي تُمتهن كرامته حين يجد نفسه عاجزا أمام موجات غلاء لا تتوقف.

 قد يكون مفهوما أن السياق العالمي و التغييرات التي تحدث لم تستثن أي رقعة من الأرض، لكن عقلية السمسارة التي تسير بها النخبة البلاد و العباد لا يمكن أن تكون بريئة

سماسرة التعليم الخاص يفرضون على الأباء الفارين من مدرسة عمومية معطوبة منذ عقود، يفرضون عليهم رسوما و أسعارا لا تخضع للرقابة و كلها و جهدو

سماسرة العقار يبنون علبا تتحول فيما بعد لسكن عشوائي في اتجاه عمودي، يبيعونها بربح لا يقل عن مئة بالمئة.

عصابة المحروقات و منذ التحرير المزعوم للقطاع تتفق حول سعر البيع للعموم ضاربة بعرض الحائط مصالح الوطن و المواطن على اعتبار المحروقات العموم الفقري للإقتصاد 

سماسرة الفلاحين الكبار و من يدور في فلكهم يبحثون عن الأسواق الخارجية حتى لو كانت في عمق أفريقيا بينهما السوق الدخلي يلتهب و القفة أصبحت عبئا ثقيلا على المواطن. كبش العيد صار حلما اللحوم بيضاء و حمراء عشيرة على الجيوب، و السمك لا يصل إليه إلا ذو حظ عظيم...هذه بركات المغرب الأخضر الذي بالنسبة لوكان في بلد ديمقراطي حقا لحوكم صاحب المشروع بتهمة الخيانة فأي شيئ أكبر من أن ترهن بطون المغاربة للخارج.

إن حضور الدولة لا ينبغي أن يقتصر على التنظيم و توفير القوانين و تهييئ المناخ للمستثمرين و التجار بل يجب أيضا أن تضرب بيد من حديد على المضاربين و السماسرة و جماعة الإنتهازيبن الذين لا تهمهم مصلحة المواطن و لا الوطن بقدر ما يهتمون بنلئ حساباتهم.

لقد كانت البرجوازية فيما مضى سبب نهضة أوروبا الفكرية و الإقتصادية، لكن البرجوازية الحالية عبارة عن نخبة وصولية في وطن الكل يتربص بالفرصة التي يحقق بها الربح السريع و المضمون، حتى أنها لا تملك شجاعة المغامرة و الاستثمار الحقيقي.

الإرهاب الذي نأمل التصدي له هو إرهاب الظلم المجتمعي..إرهاب الجهل و التفقير..إرهاب التهام القلة للثروة في حين يتطاحن السواد الأعظم على الفتات. 

أينما تحل العدالة الشاملة فلن يكون هناك إرهاب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق