قرر المهاجم الواعد شمس الدين طالبي، لاعب كلوب بروج، تمثيل المنتخب المغربي بدلًا من منتخب بلجيكا، رغم مشواره الكامل مع الفئات السنية لـ"الشياطين الحمر" من تحت 15 إلى تحت 18 عامًا. هذا القرار شكل انتصارًا جديدًا للكرة المغربية في معركة استقطاب المواهب مزدوجة الجنسية، خصوصًا أن طالبي برز هذا الموسم بشكل لافت في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل ثنائية حاسمة ضد أتالانتا بيرغامو، مما جعله محط أنظار العديد من المتابعين.
اختيار طالبي المغرب بدلاً من بلجيكا لم يمر مرور الكرام، إذ أثار استياء الاتحاد البلجيكي الذي بات يجد صعوبة متزايدة في الحفاظ على مواهبه الشابة. هذه الحالة أعادت إلى الأذهان قرار لاعب جينك، كونستانتينوس كاريتساس، الذي فضل تمثيل اليونان رغم تكوينه داخل المنتخبات البلجيكية. المدير التقني للاتحاد البلجيكي، فنسنت مانايرت، لم يخفِ انزعاجه، مؤكدًا أن بلجيكا يجب أن "تتعلم من هذه الخيبات"، في إشارة إلى حجم الخسارة التي يمثلها رحيل موهبة بحجم طالبي.
التحاق طالبي بـأسود الأطلس يعزز نهج الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي أصبحت أكثر فاعلية في إقناع المواهب المغربية الشابة بتمثيل المنتخب الوطني. ومع وجود أسماء أخرى على مفترق الطرق، مثل ريان بونيدة، الذي يسعى المغرب لضمه، يتضح أن مشروع استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية يسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما يثير قلق الاتحاد البلجيكي الذي يرى في هذه القرارات "عدم وفاء" للاستثمار الذي قدمته الأندية البلجيكية في تكوين هؤلاء اللاعبين.
الرسالة القادمة من بلجيكا كانت واضحة: "إما أن تختار بلجيكا أو ترحل"، وهو ما يعكس حجم التوتر الذي خلفه اختيار طالبي للمغرب. الاتحاد البلجيكي، الذي لطالما اعتمد على لاعبين من أصول مغربية في منتخباته، يجد نفسه اليوم أمام واقع جديد، حيث أصبح المنتخب المغربي أكثر جاذبية بفضل مشروعه الطموح والنتائج الإيجابية التي حققها مؤخرًا. ومع استمرار هذه الديناميكية، يبدو أن المغرب سيواصل كسب معركة المواهب أمام منافسين أوروبيين أقوياء.
0 تعليق