في خطوة استحسنها المغاربة، دعا أمير المؤمنين الملك محمد السادس المغاربة إلى الامتناع عن نحر أضحية العيد هذا العام بسبب أزمة الجفاف الحادة ونقص المواشي، وهو القرار الذي لم تمر سوى ساعات قليلة على إعلانه حتى أحدث زلزالًا اقتصاديًا في سوق اللحوم بالمملكة. 

فقد شهدت أسعار الأكباش انهيارًا تاريخيًا، حيث فقدت قيمتها أكثر من النصف في وقت قياسي، بعدما تهافت المربون والوسطاء على بيع ما لديهم لتفادي خسائر أكبر.  

الصدمة لم تقتصر على سوق الأضاحي فقط، بل امتدت إلى المجازر، حيث هوى سعر لحم الغنم إلى أقل من 70 درهمًا للكيلوغرام، مما أدى إلى انخفاض الإقبال على لحم البقر، وبالتالي تراجع سعره إلى أقل من 100 درهم للكيلوغرام الواحد. 

ومع هذا التراجع، بات من المتوقع أن تشهد لحوم الدواجن والأسماك نفس المصير خلال الأيام المقبلة، بفعل انخفاض الطلب عليها نتيجة توافر اللحوم الحمراء بأسعار أقل.  

ما يحدث في الأسواق المغربية يعكس تمامًا ما يُعرف في علم الاقتصاد بـ"تأثير الفراشة"، حيث يؤدي تغيير صغير في معطى معين إلى سلسلة من التغييرات غير المتوقعة في مجالات أخرى. 

فقرار واحد حكيم ومتبصر من أعلى سلطة في البلاد خفف الضغط على جيوب المغاربة، بعدما قلب موازين العرض والطلب، وأجبر الأسواق على إعادة التكيف مع معطيات جديدة، قد تستمر تداعياتها لأسابيع أو حتى أشهر قادمة.