تعتزم مصافي الهند، التي تُعد من أكبر مشتري النفط الروسي، تقليص وارداتها خلال الأسابيع المقبلة، في خطوة تمثل “تنازلاً محدوداً” لإرضاء المتشددين في واشنطن، وذلك قبل أقل من يوم على تطبيق رفع الرسوم الجمركية الأمريكية. لكنها مع ذلك تُعد إشارة أيضاً إلى عدم اعتزام نيودلهي قطع العلاقات مع موسكو.
يُتوقع أن تشتري شركات التكرير الحكومية والخاصة، ومن بينها شركات كبرى مثل “ريلاينس إندستريز”، ما بين 1.4 إلى 1.6 مليون برميل يومياً للتحميل في أكتوبر وما بعده، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأنهم غير مخولين بالحديث علناً، مقارنةً بمتوسط 1.8 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام.
ترامب يضغط على الهند بسبب نفط روسيا
كثفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على تجارة الطاقة بين نيودلهي وموسكو في إطار سعيها إلى خفض العجز التجاري مع الهند، ومن بين الإجراءات التي اتخذتها في هذا الصدد مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء.
لكن الكميات قد تتغير حال توصل نيودلهي إلى اتفاق تجاري مع ترامب، وتخفيف الولايات المتحدة الضغط على الهند بسبب تمويل روسيا في الحرب على أوكرانيا، بحسب المطلعين.
لم يرد المتحدثون باسم وزارة النفط الهندية، و”ريلاينس”، و”نايارا إنرجي” (Nayara Energy)، وشركات التكرير الحكومية “إنديان أويل”، و”بهارات بتروليوم”، “هندوستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum) مباشرةً على طلبات تعليق أُرسلت عبر البريد الإلكتروني.
الإدارة الأمريكية تصعد الانتقادات للهند
منذ أواخر الشهر الماضي، وتحت ضغط للتوصل إلى اتفاق تجاري وإحراز تقدم في أوكرانيا، خص الرئيس ترامب الهند بالانتقادات بسبب وارداتها من النفط الروسي، لا سيما الارتفاع الكبير في الشحنات منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وبعدما كانت واردات الهند محدودة قبل 2022، باتت تمثل 37% من صادرات روسيا النفطية، بحسب شركة “كاساتكين كونسلتينج”.
منذ ذلك الحين، صعد مسؤولو الإدارة انتقاداتهم العلنية، وركزوا على أقطاب الطاقة في الهند. وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية الإثنين مسودة إخطار بمضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى 50% اعتباراً من 27 أغسطس.
0 تعليق