"ليس امتدادا للإخوان أو الربيع العربي".. الشرع يحدد بوصلته

sky news arabia 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ليس امتدادا للإخوان أو الربيع العربي".. الشرع يحدد بوصلته, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 07:16 مساءً

قال مدير عام سكاي نيوز عربية، نديم قطيش، إن لقاء الوفد الإعلامي العربي مع الرئيس السوري أحمد الشرع كشف عن مواقف لافتة تحمل دلالات سياسية واقتصادية جديدة، أبرزها أنه لا يريد أن يكون امتدادا لأي تنظيم إسلامي بل يتخد من الاقتصاد "مرجعية" له.

وأشار قطيش إلى أن الرئيس الشرع قدّم خلال حديثه مراجعة لتجربة إدلب، موضحاً أنه أجرى "مراجعة لتاريخ طويل من نتائج الحركات الإسلامية، ولم يختزل تقييمه بالقول إن ما قامت به تلك الحركات قد أدى غرضه أو أفرز نتائج إيجابية، بل خرج بخلاصات يعتمد عليها في رؤيته الحالية" على حد قوله.

وضرب قطيش مثالاً بما أعلنه مؤخراً المستشار الإعلامي للرئيس، أحمد موفق زيدان، الذي كان "بالمناسبة مستشاراً سابقاً لأسامة بن لادن وأحد إعلاميي قناة الجزيرة الذين عاشوا في باكستان"، حيث كتب مقالاً دعا فيه بوضوح إلى حل تنظيم الإخوان المسلمين، على غرار الفصائل العسكرية والسياسية التي حُلّت خلال المرحلة الانتقالية.

واعتبر زيدان أن مثل هذه الخطوة ليست تصفية حسابات، بل "خيار استراتيجي يصب في مصلحة الدولة السورية الوليدة، التي تسعى للانطلاق بعيداً عن الهياكل التي شكّلت تهديداً لوحدة البلاد واستقرارها".

وبيّن قطيش أن الانطباع المتولد من الحوار مع الرئيس الشرع هو أنه "لا يريد أن يكون امتداداً لأي حركة جهادية، ولا امتداداً لأي تنظيم إسلامي في عقلية الحكم"، وليس امتدادا للربيع العربي، مشدداً على أن المرجعية التي يكررها الشرع هي "المرجعية الاقتصادية، وخاصة مرجعية التكامل الاقتصادي".

وأضاف أن الرئيس السوري تحدّث عن هذا التوجه في سياق علاقات سوريا مع لبنان والعراق، وكذلك مع الدول الغربية، مشيراً إلى خطط "ربط الموانئ السورية بأوروبا عبر شركات فرنسية، وربط موانئ أخرى بميناء جبل علي في دولة الإمارات العربية المتحدة".

وقال قطيش إن الشرع "يمتلك وعياً اقتصادياً بدا مفاجئاً للبعض من الحاضرين، خاصة أنه أتى من تجربة لا ترتبط مباشرة بالاقتصادات الحديثة أو التفكير الاقتصادي العصري".

وكشف قطيش أن الرئيس السوري تناول كذلك مشاريع مرتبطة بالبنية التكنولوجية، مثل "خطوط الكابلات لنقل البيانات، ورؤية تحويل سوريا إلى إحدى العواصم المتكاملة مع غيرها في مجال البيانات الحديثة بالمنطقة"، واصفاً هذه المقاربة الاقتصادية بأنها "مهمة وجديرة بالاهتمام".

وأكد قطيش أنه لمس "نوعاً من الدهشة على وجوه بعض الحاضرين إزاء هذا الطرح"، رغم أن هذه التوجهات ليست جديدة تماماً، إذ سبق أن عرضها الرئيس الشرع خلال زيارته إلى دول الإمارات، "حيث ناقشها مع القيادة السياسية هناك، الأمر الذي تُرجم في صورة اتفاقيات اقتصادية بين دمشق وعدد من دول المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بقطاع الموانئ".

الإخوان "تنظيم ينازع الدولة"

الخبير في شؤون الجماعات المتشددة أحمد بان، قدّم قراءة معمقة خلال حديثه إلى سكاي نيوز عربية، مؤكدًا أن جوهر المشكلة مع الإخوان يكمن في طبيعتهم البنيوية: فهم لا يعرفون إلا أن يكونوا "تنظيمًا موازيا" ينازع الدولة أدوارها.

ووصف بان، الإخوان بأنهم باتوا كـ"ديناصور غير قابل للحياة"، لأنهم خاصموا الواقع طويلا. ففي التجربة السورية تحديدا، يشير بان إلى أن 5 عقود من الغياب غيرت البنى الفكرية والسياسية والاجتماعية، بينما ظل التنظيم حبيس سرديات قديمة، ما جعله منافياً للواقع الجديد.

هذا الجمود، بحسب بان، جعل الإخوان في سوريا يمثلون خطرا مضاعفا: خطر على الدولة الناشئة، وخطر على فكرة التعددية نفسها، لأنهم لا يقبلون المشاركة إلا من موقع الهيمنة التنظيمية.

رسائل دمشق

الإدارة السورية الجديدة حاولت أن تبعث برسائل مزدوجة للتنظيم. فمن جهة، عيّنت شخصية ذات خلفية إخوانية كمفتي للدولة، في إشارة إلى أنها لا تمانع في دور دعوي محدود للجماعة. لكنها من جهة أخرى، وجّهت إشارة أوضح: لا مكان لتنظيم سياسي أو كيان موازٍ داخل سوريا الجديدة.

غير أن الإخوان، وفق تحليل بان، لم يلتقطوا هذه الرسائل، أو أنهم تعمّدوا تجاهلها. ظلوا متمسكين بفكرة التنظيم كـ"خط أحمر"، وهو ما يضعهم في مسار تصادمي مع الدولة التي نجحت حتى الآن في تفكيك كل البنى الموازية الأخرى.

أخبار ذات صلة

0 تعليق