كشفت دراسة حديثة أن الطيور باتت تُغرّد لفترة أطول من المعتاد، بزيادة تقارب 50 دقيقة يومياً، نتيجة التعرض المتزايد للتلوث الضوئي الناجم عن الأنشطة البشرية. وجاءت النتائج بعد تحليل ملايين الساعات من تسجيلات التغريد عبر مشروع BirdWeather، الذي يعتمد على مساهمات الهواة في تثبيت أجهزة صوتية لرصد أصوات البيئة وإرسال البيانات إلى خريطة لحظية للنشاط الطيور.
وشمل البحث أنماط 583 نوعاً من الطيور النهارية، حيث تبيّن أن الطيور في المناطق الأكثر تعرضاً للضوء الاصطناعي تبدأ التغريد أبكر بـ 18 دقيقة، وتستمر 32 دقيقة إضافية بعد حلول الليل، مقارنة بتلك التي تعيش في مناطق مظلمة. وكان التأثير أوضح لدى الطيور ذات العيون الكبيرة والأعشاش المكشوفة، خاصة خلال موسم التكاثر.
ورغم أن التغيير قد يمنح الطيور فرصاً أطول للبحث عن الطعام أو تعزيز فرص التزاوج، فإن العلماء يحذرون من أن تقليص فترات الراحة قد يؤدي إلى الإرهاق واضطراب السلوك الطبيعي. كما يوضح الباحثون أن التلوث الضوئي يؤثر في أكثر من 80% من الكائنات الحية، مسبباً اختلالات تشمل موت الحشرات، وتشويش مسارات الطيور المهاجرة، واضطراب الهرمونات الموسمية، وحتى تغيير عادات تكاثر السلاحف البحرية.
ويؤكد الخبراء أن هذه النتائج تبرز الحاجة إلى سياسات دولية تحد من "توهج السماء" على غرار الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، من أجل حماية النظم البيئية والحفاظ على ظلام الليل كجزء أساسي من التوازن البيئي.
0 تعليق