عن طريق والدته.. صحفي إسرائيلي يكشف الأكذوبة التي أقنعت لامين جمال بتمثيل المنتخب الإسباني

أخبارنا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أصدر الصحفي الرياضي الإسرائيلي نداف يعقوبي كتابا جديدا تحت عنوان "لامين جمال: السماء هي الحدود"، كشف فيه تفاصيل دقيقة عن المسار الذي قاد موهبة برشلونة الواعدة إلى تمثيل المنتخب الإسباني، عوض الانضمام إلى المنتخب المغربي الذي سعى جاهدا لضمه، حيث يعرض الكتاب، الذي أثار تفاعلا واسعا في وسائل الإعلام العبرية، قصة لاعب لا يتجاوز اليوم الثامنة عشرة من عمره، لكنه بات رمزا لصراع كروي بين المغرب وإسبانيا.

وسرد يعقوبي أن نقطة التحول جاءت في الأول من شتنبر 2023 حين أعلن لويس دي لا فوينتي، مدرب المنتخب الإسباني، قائمته لمباريات التصفيات ضد جورجيا وقبرص، حيث لم يكن إدراج اسم جمال مفاجئا، لكنه كان حدثا استثنائيا لأنه أصبح أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الإسباني يستدعى للفريق الأول بعمر 16 سنة و50 يوما، بعد أن لعب فقط أربع مباريات في الدوري الإسباني، منها اثنتان أساسيا، وبمجموع 182 دقيقة رسمية في مسيرته، ما يؤكد أن هذا الاستدعاء لم يكن مرتبطا فقط بأدائه، بل بما وصفه يعقوبي بـ"المعركة الحقيقية" خلف الكواليس لضمان بقائه مع إسبانيا.

وكانت الشرارة الأولى، وفق الكتاب، مقطع فيديو انتشر في دجنبر 2022 بعد فوز المغرب على إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم بقطر، ظهر فيه جمال، وكان وقتها في الخامسة عشرة من عمره، مرتديا قميص المنتخب المغربي تحت بذلة برشلونة، وهو يقبل الشعار مبتسما، ما اعتبره كثيرون مؤشرا على ميله لتمثيل "أسود الأطلس".

وكان فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد أكد في تصريحات سابقة أن الاتحاد المغربي التقى باللاعب وأسرته، وشرح لهم مشروع المغرب الكروي، بما في ذلك تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، حيث كان اللقاء العلني الأول في 23 شتنبر 2022 خلال مباراة المغرب والشيلي ببرشلونة، ليظهر بعد ذلك لقجع في صورة إلى جانب لامين ووالده منير، غير أن المعلومات التي تكشفت لاحقا أظهرت أن المغرب بدأ مراقبة اللاعب منذ أن كان في العاشرة من عمره، عن طريق مقيمين في حي "روكافوندا" ببرشلونة لهم صلات بكرة القدم المغربية.

ولم تكتف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بذلك فقط، بل استدعت والد جمال وجدته فاطمة إلى المغرب، وأحاطتهما بحفاوة كبيرة لإقناعهما، بينما انتشرت شائعات عن عروض مالية، نفتها الجامعة رسميا، لكن الاتحاد الإسباني كان على دراية كاملة بهذه الجهود، فأرسل مدير المنتخبات ألبرت لوكي ومساعديه فرانسيس هيرنانديز وتيتو بلانكو إلى برشلونة للتدخل السريع.

وكشف لوكي، اللاعب السابق لنادي مايوركا، أن وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي مارس ضغوطا قوية والتقى الأسرة أكثر من مرة، حتى أن الحكومة المغربية كانت على علم بالقضية، مضيفا أنه حين تحدث مع جمال في الموضوع، أجابه قائلا: "أريد أن أصبح بطل أوروبا، لكنهم يضغطون علي من كل جانب، ورغبتي تبقى اللعب لإسبانيا"، أما والده، فقد عبر عن مخاوفه قائلا: "إذا اختار ابني إسبانيا، في المغرب سيقتلونه"، حيث أكد لوكي أن والدة جمال كانت العنصر الحاسم، إذ قال إنه لجأ إلى الكذب عليها حين أقنعها بأن ابنها استدعي لأنه جاهز فنيا، وليس بسبب الضغوط المغربية.

واعترف لوكي في هذا السياق، أن السبب الأساسي وراء الاستدعاء المبكر للاعب، رغم قلة خبرته، كان الخوف من خسارته لصالح المغرب، خاصة أن لوائح الفيفا تتيح للاعب تغيير المنتخب إذا لم يلعب ثلاث مباريات رسمية مع المنتخب الأول قبل بلوغ 21 سنة، في حين أن المباريات الودية ومباريات المنتخبات السنية لا تحتسب.

وكان وليد الركراكي قد تحدث أثناء استضافته في برنامج "الشيرينغيتو" الإسباني الشهير في أبريل 2025، أي بعد عام تقريبا من تتويج إسبانيا ببطولة أوروبا، مؤكدا أنه حاول جاهدا إقناع جمال بتمثيل المغرب، وتواصل معه مرارا ومع أسرته ومحاميه، وأوضح قائلا: "لامين جمال موهبة جيل، وما يقدمه في سنه أمر لا يصدق. تحدثت معه كثيرا، لكن في النهاية اتصل بي باحترام وقال: شكرا على اهتمامك، لكنني قررت اللعب مع إسبانيا. أشعر أنني إسباني"، حيث شدد الركراكي على أنه احترم قراره وتمنى له التوفيق، مشيرا إلى أن اللاعب لم يخدع أو يناور بشأن هويته، بل كان واضحا منذ البداية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق