بقلم: علي حايك
قراءة: بتول أيوب
على قارعةِ الانتظارِ تقفَ جوقةُ “برّاك” اللبنانية، على املِ ان يعودَ الموفدُ الاميركيُ ومرافقوهُ ولو بفُتاتِ موقفٍ صهيوني، ليَبنُوا عليه موائدَ انتصاراتِ التَرسانةِ الدبلوماسية، التي تواصلُ بادائها اليوميِّ القضاءَ على السيادةِ اللبنانية..
ومع افلاسِ اوراقِهم وحججِهم ومنطقِهم بوجهِ اهلِ بلدِهم الذين يُقَتَّلُونَ كلَ يومٍ بالعدوانيةِ الصهيونيةِ الاميركية، بدأت اقلامُهم تكتبُ على اوراقِهم الباليةِ اُمنيّاتِهم على شكلِ معلومات، بان يتعهدَ نتنياهو ولو بتخفيفِ اعتداءاتِه – وليس توقيفَها – او ان يُزَحْزِحَ آلياتِه من بعضِ النقاطِ التي يحتلُها في لبنانَ لكي يترجموها هم كبدايةِ انسحاب، فيقدِّمُوها خطوةً ايجابيةً من تل ابيب، فيزحفوا للتهليلِ ثُم التسويقِ لمزيدٍ من الخطواتِ الانبطاحيةِ أكثرَ من ورقةِ الاملاءاتِ الاميركية..
وعلى كلِ حالٍ فانَ الصهيونيَ الى الآنَ يرفضُ اعطاءَهم حتى هذه الخطوةَ الشكلية، ويشكلُ باعتداءاتِه اليوميةِ دليلاً صارخاً على جموحِ عدوانيتِه وعدمِ الاكتراثِ لكلِّ اصحابِ النوايا الطيبةِ تِجاهَه ، اصحابِ الاستراتيجياتِ الدفاعيةِ المبنيةِ على البكاءِ والدبلوماسيةِ الاستسلامية..
وفيما اهلُ الحقِ لا يستسلمون، ويبعثون بواضحِ الرسائلِ للقريبِ والبعيدِ انهم ماضون بحفظِ الكرامةِ الوطنيةِ والدفاعِ عنها بكلِ ما اُوتوا من عزيمةٍ وقوةٍ مشروعة، فانهم يُشَيِّعُون شهداءَهم كلَ يومٍ ويعالجون جرحاهُم ويعضُّونَ على الجرحِ البليغِ الذي يتسببُ به تحريضُ وابتزازُ وخيانةُ الادواتِ الاميركيةِ وتوابعِها من اعلاميةٍ وسياسيةٍ وغيرِها، وما غَيّروا موقفَهم القائمَ على الحكمةِ والصبرِ حفاظاً على الاستقرار، لكنَ للصبرِ حدودا..
فوقَ حدودِ الصبرِ هو حالُ اهلِ غزةَ الثابتينَ بامعائِهم الخاويةِ بوجهِ حربِ التجويعِ والابادةِ الصهيونية الاميركية، ولا من يتحركُ على مساحةِ العالمِ بشيءٍ لاستنقاذِ شعبٍ من أكبرِ جريمةِ حربٍ في التاريخِ الحديث، اللهمَ الا مواقفَ شعوبٍ من العالمِ غيرِ العربيِّ تتظاهرُ نصرةً للانسانيةِ التي تُقتلُ في غزة، ومواقفَ ومَسيراتٍ ومُسَيَّراتٍ وصواريخَ من الشعبِ اليمنيِّ المناصرِ للحقِ الفلسطينيِّ باسمِ الواجبِ القومي والانساني والاسلامي، فوقَ كلِ حساباتِ الخنوع العربي..
المصدر: قناة المنار
0 تعليق