دخل قطاع غزة مرحلة "حاسمة وخطيرة" من المجاعة في ظل الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ مارس، ما حال دون وصول المساعدات الإغاثية والطبية، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي يدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المجاعة في غزة.
فقد دعا جان مارتن باور في مؤتمر صحفي لمدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية، في برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة ، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حيال تفشي المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي تُؤكّد فيها مجاعة في الشرق الأوسط.
وأوضح باور ، حول تقييمه لتقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي"، أن المجاعة تُمثل "حرمانا غذائيا شديدا، وسوء تغذية حاد واسع الانتشار، ووفيات بسبب الجوع".
وشدد باور على أهمية حماية أنظمة البيانات التي ستوجه الاستجابات الإنسانية، وأشار إلى أن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها المجاعة بالشرق الأوسط ما يمثل "لحظة تاريخية".
كما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن أكثر من 15 ألفا و600 شخص في غزة، بينهم 3 آلاف و800 طفل، بحاجة إلى إجلاء طبي لتلقي رعاية خاصة.
جاء ذلك في منشور له على منصة شركة "إكس"، اليوم السبت، حيث تطرق إلى الوضع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع إسرائيلية متواصلة.
وأضاف غيبريسوس: "لا يزال أكثر من 15 ألفا و600 مريض، بينهم 3 آلاف و800 طفل، بحاجة إلى رعاية خاصة".
ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات من أجل إنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية المنقذة للحياة، مجددا جدد دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما حذر مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، أحمد الفرا، وقال في مقطع مصور، نشرته وزارة الصحة لتوثيق الوضع داخل عيادات سوء التغذية: إن العيادة المخصصة للأطفال، تعمل يومين أسبوعيًا لكنها تستقبل "ما بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف الحالات المتوقعة"، موضحًا أنه يجري تشخيص ما لا يقل عن 52 حالة جديدة يوميا.
وأشار الفرا إلى حالة الطفلة شهد محمد زعرب (عام ونصف) التي تعاني من سوء تغذية شديد، حيث لا يتجاوز وزنها 5.8 كيلوغرامات، مقارنة بالوزن الطبيعي الذي يجب أن يتراوح بين 11 و12 كيلوغراما، واصفا وضعها بأنها "هيكل عظمي يكسوه الجلد" بعد فقدانها الكتلة العضلية والدهون، وأكد أن "الوضع الصحي والإنساني في غزة كارثي"، وأن القطاع "دخل مرحلة حرجة من المجاعة"، محذرا من عواقبها طويلة الأمد على الأطفال خصوصا.
ورغم دخول أعداد محدودة جدًا من الشاحنات خلال الأسابيع الماضية، قالت وزارة الصحة إن 273 فلسطينيًا، بينهم 112 طفلًا، قضوا بسبب سوء التغذية منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسط اتهامات لحكومة الاحتلال بالتواطؤ مع عصابات تعترض المساعدات وتنهبها على الحدود.
انتهى
جنيف- نيويورك - غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز
0 تعليق