أشارت وكالة "شينخوا" الى أن سكان مدينة غزة، التي تضم نحو مليون نسمة، يعيشون حالة من الخوف والترقب مع تصاعد الحديث عن هجوم إسرائيلي وشيك قد يدفع الآلاف للنزوح مجددا نحو جنوب القطاع، حيث المخيمات المكتظة وظروف المعيشة القاسية.
وفي تقرير يعكس تغطية ميدانية، اشارت الوكالة الى أن "في الأحياء المزدحمة والخيام المنتشرة بين أنقاض المباني، لا حديث للسكان سوى عن العملية العسكرية المحتملة، النقاشات الحذرة تنتقل من بيوت مهدمة إلى المجالس الصغيرة وحتى إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يسود شعور بالقلق الجماعي مما قد تحمله الأيام المقبلة".
ولفتت الى ان "وردة غبن، 45 عاما، نازحة من بيت لاهيا شمال القطاع، تجلس أمام خيمتها غرب غزة تحت حرارة خانقة، وتصف ما يعيشه السكان بأنه "خوف يطبق على القلوب"، وتقول "غزة هي الملاذ الأخير، ولا طاقة لنا على نزوح آخر".
منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الاول 2023، تنقلت غبن بين رفح ودير البلح قبل أن تصل إلى غزة بعد أن فقدت منزلها بفعل القصف، واليوم، تقول إن الحديث عن دخول بري للجيش الإسرائيلي "مرعب لأنه يعني القتل والتدمير والنزوح من جديد".
وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي يحاصر المدينة منذ أسبوعين ويكثف قصفه الجوي والمدفعي على أحيائها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ظهر الخميس في مقطع مصور من مقر قيادة فرقة غزة، إنه وافق على خطط "للسيطرة على مدينة غزة وحسم حماس"، مضيفا أن المفاوضات جارية بالتوازي لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب "بشروط مقبولة لإسرائيل".
وأضاف "نحن في مرحلة الحسم، وأقدر كثيرا استجابة جنود الاحتياط والجيش النظامي لهذا الهدف الحيوي".
ومع تصاعد التهديدات، بدأ الجيش الإسرائيلي اتصالات تحذيرية مع منظمات محلية ودولية عاملة في شمال القطاع.
الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي نشر تسجيلا صوتيا لضابط إسرائيلي يخطر مسؤولا في وزارة الصحة بغزة بضرورة تجهيز المستشفيات في جنوب القطاع لاستقبال مرضى سيتم إجلاؤهم من الشمال.
وقال أدرعي إن هذه الاتصالات تهدف إلى "تجهيز السكان للتحرك جنوبا".
لكن كثيرين من سكان المدينة يرفضون فكرة النزوح مجددا.
وقال إسماعيل الجرو، 42 عاما، أب لطفلتين يعيش غرب غزة، إن السكان "يعيشون كل لحظة بين خوف من الهجوم وأمل في انفراجة سياسية قريبة".
ويضيف "منذ أسبوعين ونحن تحت غارات كثيفة في عمق المدينة، نريد وقفا شاملا لإطلاق النار، لا استمرار الحرب ولا عودة شبح النزوح الذي أرهقنا".
في مخيم إيواء غرب مدينة غزة، يعبر عوني معمر، 65 عاما، النازح من حي الشجاعية شرق المدينة، عن أمل مماثل بأن تثمر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها القاهرة والدوحة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.
ويقول "نريد العودة إلى بيوتنا حتى لو كانت مدمرة، عامان من الحرب والنزوح يكفيان، نريد أن نعيش بسلام وأمان".
وعلى الرغم من إعلان حركة حماس الاثنين موافقتها على مقترح الوساطة المصرية - القطرية، فإن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن موقفها رسميا، بينما تواصل قواتها شن غارات مكثفة.
وقال محمود بصل إن 55 فلسطينيا على الأقل قتلوا، بينهم 38 في مدينة غزة، وخمسة في دير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، و12 في خان يونس جنوبه. وأفاد شهود بأن القصف طال أيضا منازل في حيي الزيتون والصبرة جنوب غزة، إضافة إلى منطقة جباليا شمال القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف.
وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين 2023، عقب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.
ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 62 ألف فلسطيني في القطاع، وفق وزارة الصحة، وسط دمار هائل في المباني والبنية التحتية.
0 تعليق