الإنسان طبيب نفسه.. قرار التعافي يبدأ من الداخل

المواطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإنسان طبيب نفسه.. قرار التعافي يبدأ من الداخل, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 12:11 مساءً

الإنسان طبيب نفسه

في عالم يزداد تعقيداً وضغطاً، تتزايد الضغوط النفسية، والاضطرابات الانفعالية التي يمر بها الإنسان. 
وهنا يطرح علم النفس سؤالاً أساسياً ،
من أين يبدأ طريق التعافي؟ أهو من يد المعالج وحده، أم أن جذور التغيير الحقيقية تنبع من قرار داخلي يتخذه الفرد؟

الإنسان طبيب نفسه!! تحليل سيغموند فرويد عن الضغوط النفسية

لقد أكد سيغموند فرويد – رائد التحليل النفسي – أن الإنسان لا يشفى إلا إذا واجه صراعاته الداخلية، وتحرر من الكبت الذي يغذي أزماته النفسية. أما كارل روجرز، فقد رأى أن الشرارة الأولى للعلاج تكمن في استعداد الفرد للانفتاح على ذاته، وقبوله غير المشروط لنفسه، ليصبح العلاج رحلة ذاتية قبل أن يكون جلسة علاجية. وفي السياق نفسه، شدد فيكتور فرانكل 
على أن الإنسان يستطيع تجاوز معاناته إذا وجد لها معنى، وأن قرار مواجهة الألم هو ما يمنحه القدرة على إعادة صياغة حياته.

هل الإنسان طبيب نفسه

إن القرار النفسي الواعي يمثل نقطة الانطلاق؛ فالاعتراف بالمشكلة خطوة أولى، لكن المواجهة والتغيير هما الخطوة الفاصلة بين الجمود والنمو. فالمعالج النفسي أو الطبيب يقدم الأدوات والخبرة العلمية، غير أن فعالية العلاج ترتبط بدافعية الفرد الداخلية وقدرته على الالتزام بمسار الإصلاح الذاتي.

العلاج النفسي الحديث، خاصة العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، يثبت أن إعادة هيكلة الأفكار السلبية، وتطوير استراتيجيات التكيف، وتنمية الوعي بالذات، كلها ممارسات لا تنجح إلا إذا قرر الفرد بصدق أن يتبناها. وهنا تتجسد فكرة أن الإنسان هو طبيب نفسه الأول، لأن التغيير لا يفرض من الخارج، بل ينشأ من الداخل

قوة الإنسان هي التي تجعل الإنسان طبيب نفسه

إن قوة الإنسان تكمن في وعيه وشجاعته. حين يقول لنفسه: "كفى.. حان وقت التعافي"، تبدأ الرحلة، رحلة العقل، حيث  يعيدالعقل ترتيب أفكاره، و الروح تستعيد طاقتها، والقلب يسترجع طمأنينته.

ويوجد بعض التوصيات النفسية العملية للتعافي الذاتي ،

1. الاعتراف بالمشكلة: الخطوة الأولى للتغيير هي مواجهة الذات بصدق.


2. تدوين الأفكار والمشاعر: فالكتابة وسيلة علاجية لفهم النفس وإعادة ترتيب الأفكار.


3. تطبيق استراتيجيات معرفية: مثل تحدي المعتقدات السلبية واستبدالها بأفكار أكثر واقعية.


4. الممارسة اليومية للاسترخاء: عبر التأمل أو التنفس العميق لخفض القلق والتوتر.


5. طلب الدعم عند الحاجة: فالمساعدة المتخصصة لا تلغي مسؤولية الفرد، بل تعززها.


6. البحث عن المعنى: كما أوصى فيكتور فرانكل، فوجود هدف يخفف من وطأة الألم.

وهكذا يظل السر في كلمة واحدة: قرار. ثم قرار يضعه الإنسان بيديه، ليصبح سيد مصيره وصانع اتزانه النفسي، مؤكداً أن الطريق إلى التعافي يبدأ من الداخل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق