أكّد المونسنيور إسطفان فرنجية، خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي في كنيسة سيدة زغرتا، بمناسبة عيد انتقال السيّدة العذراء، أنّ "الأم تجمع، تجمع العائلة والرّعيّة وأبناءها، وعلى محبّتها لا يختلف أحد. كلّما يواجه الزغرتاوي موقفًا، أو يعود من السّفر، أو يتعرض لمحنة، يقول: يا سيدة زغرتا. لأن الإيمان خبرة، وخبرتنا مع العذراء أنّها كانت دائمًا إلى جانبنا، وخصوصًا في الأيّام الصّعبة".
وأشار إلى أنّ "الأم تريد من أولادها أن يحبّوا بعضهم بعضًا. والعذراء مريم، إلى جانب محبّتها كأمّ، أراد يسوع لها دورًا مميّزًا في خلاص العالم، كما قالت في عرس قانا الجليل: "افعلوا ما يأمركم به"، مشدّدًا على أنّه "علينا أن نعيش على ضوء كلمة الله، وأن نقرأ الإنجيل ونحمل فكر المسيح في حياتنا، لا أن نكتفي بالمظاهر الخارجيّة. فكلام المسيح يحرّرنا ويعرّفنا على الآب السّماوي، وهو الكلمة الحيّة الّتي لا يمكن إلغاؤها. لذلك لا يجوز أن نهمل كلام الرّبّ، بل أن نعيشه ونعلّمه لأولادنا".
وركّز فرنجيّة على أنّ "زغرتا معروفة بمحبّتها للعذراء مريم. يكفي أن نذكر أنّه في يوم العيد أُقيمت القداديس، وكلّ قدّاس ضمّ مئات المؤمنين. هذا الإيمان والعطاء هو ما يجعل رعيّة زغرتا من أجمل الرّعايا، رغم ضعف كهنتها وضعفي أنا، فهو عمل الرّبّ الّذي يريدنا أن نكون نورًا وملحًا للأرض".
ولفت إلى أنّ "رعيّتنا متميّزة بروح المبادرة. إهدن وزغرتا كانتا مشتلًا للدّعوات الكهنوتّية والرّهبانيّة. الرّهبان والرّاهبات ساهموا في تطوّر المجتمع، وساعدوا العائلات في التعليم والثّقافة، وسعوا لوقف الصّراعات في أصعب الظّروف".
كما ذكر أنّ "هدفنا في هذه الحياة هو نشر كلمة الله ومنطقه في العالم، وكل هدف آخر لا قيمة له أمام هذا الهدف. المطلوب مزيد من التعاون والعطاء، وأن نتعالى عن الصّغائر، لأنّ ما ينتظرنا من مجد سماوي أهمّ من كلّ الحساسيّات الأرضيّة. نحن أمام استحقاقات كثيرة، ومنطقتنا حسّاسة، وما نمرّ به من صعوبات هو غيمة ستمرّ بقوّة سيدة زغرتا وبقوّة يسوع".
0 تعليق