رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه من الصعب الاعتقاد أن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ​نتانياهو​ بشأن إسرائيل الكبرى محض صدفة، بل قُصد توقيته بوضوح، لكي يكون أولاً مستفزاً لكل الدول التي اجتمعت في نيويورك واعترفت بدولة ​فلسطين​ أو أعلنت نيتها الاعتراف في شهر أيلول المقبل خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأوضحت أن التصريح يأتي أيضاً لشد عصب الداخل الإسرائيلي الذي تعب من طول الحرب، ومن امتداد فترات طلب قوات الاحتياط للخدمة العسكرية، كما أن سردية إعادة الأسرى والقضاء على حركة "حماس" يقابلها تشكك كبير داخلياً، وقد عبّر عن ذلك نتانياهو بالقول "استعادة الأسرى أحياء أو أمواتاً"، ليبرر مبكراً للمجتمع الإسرائيلي جلبهم أمواتاً على الأرجح بعد احتلال غزة.

وأشارت إلى أن معركة غزة التي بلغت شهرها الـ22 هي الأطول بين قطاع غزة وإسرائيل منذ سيطرة "حماس" على القطاع، مما يؤكد حاجة نتانياهو لإبقاء نار الحرب مشتعلة، مستغلاً الدعم الأميركي، رغم كل التحديات الأخرى من مؤتمر نيويورك وصولاً إلى قرارات محكمة العدل الدولية.

ولفتت إلى أن تصريحات نتانياهو هي هروب إلى الأمام، ومسعى للاستفادة من المعركة سياسياً، لكنها في نفس الوقت تصريحات خطيرة جداً، ومقلقة جداً، خاصة للعالم العربي، واجترار لأيديولوجيات من قرون خلت سبقت وجود قانون دولي وقرارات أمم متحدة وحدود معترف بها.

واعتبرت أن الوسيلة الوحيدة التي يفهمها نتانياهو وقد تثنيه عن استمرار الأعمال الوحشية هي حشد المزيد من الضغط الأوروبي والأميركي، مثلما حصل من ألمانيا تجميد جزئي لتصدير السلاح لإسرائيل، أو تصريح رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن بأن نتانياهو أصبح "مشكلة بحد ذاته"، موضحة أنها ستحاول الضغط على تل أبيب بشأن الحرب على قطاع غزة، في ظل رئاسة بلادها الحالية للاتحاد الأوروبي.